أعراض النوبة الصرعية وعلاجها
2008-03-22 20:28:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخ في الـ10 من عمره، في عام 2005م بدأ يعاني من آلام في الرأس لا يرتاح حتى يتقيأ، واستمرت معه هذه الحالة، ومن فترة وجيزة وبالتحديد في 27/5/2007 اضطر لأخذ جرعة من التخدير لقلع ضرسه، فانتابته حالة بعد يومين حيث أنه نام فترة الظهر بعد قدومه من المدرسة وفي الليل انتابته حالة لا نعرف ما هي، وأعراضها كالتالي:
اختلاج خفيف، ارتفاع القزحية نحو الأعلى، ميل الفك نحو الأيسر، تكررت في نفس اليوم مرتين فقط عند النوم، يبدأ بالنوم بعد عشر دقائق أو ربع ساعة، تنتابه الحالة وتستمر دقيقة أو دقيقتين ثم تعاوده الحالة بعد 15 يوماً، جاءته مرتين أيضاً الثلاثاء ليلة الأربعاء ثم اختفت نهائيا، ولكن منذ فترة اضطر لقلع ضرسه وذلك في 27/1/2008 وأخذ جرعة من البنج وبعد يومين تماماً الثلاثاء ليلة الأربعاء نام ظهرا فانتابته رجفة في الساعة 6.00 وكانت بسيطة، وفي الليل تعرض لنفس الحالة، ولكنها كانت أشد من المرة الأولى، وابتدأت شدتها بالتدرج، كانت الساعة 1.20ليلاً حيث انتابته بعد ثلث ساعة من نومه، والثانية نام 3.00 وانتابته 3.15، والثالثة الساعة 6.50 وجاءته 7.10 وكانت شديدة جداً.
وعوارضها ميل في الفك، خروج زبد من الفم، وازرقاق في الشفتين والوجه، واختلاجات قوية جداً، فتم أخذه إلى المستشفى بحالة إسعاف، وأعطي إبرة (أوبرفال) نام بعدها ثلاث ساعات من بعد تعرضه للتعب الشديد، وفي اليوم التالي تم تخطيط الدماغ في حالة الصحو والنوم وكانت النتيجة اضطراب كهربائي من النمط البؤري متمركز في المنطقة الصدغية اليسرى من النمط الرولاندي، وبدأ العلاج بالأدوية التالية (Clonaril ) نصف حبة لمدة أسبوع ثم حبة لمدة أسبوع ( 600 ملغ) وعندها بدأ بحالة دوار ورجفة وعدم تركيز وازداد الألم في الرأس.
الغريب في الأمر أنني سألته عما يشعر أثناء النوبة فقال إني أحس بكم ولكنني لا أستطيع الكلام حتى أخبرنا عن أعراض الحالة التي تنتابه وقلد لنا صوته وحركات جسمه وأخبرنا ما كنا نفعل أمامه إلا في المرة الأخيرة عند خروج الزبد من فمه لم يحس بنا أبدا.
كما تأتيه الآن آلام في الرأس بشكل شديد، تبدأ باختلاج في العين ثم يعاني من وجع شديد، وعندما سألنا عن تأثير البنج قيل لنا أنه محفز لهذه النوبات أرجو منكم الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى أن يشفي أخيك وأن يعافيه، وأشكرك كثيراً على اهتمامك به..
من الواضح أن هذا الابن - حفظه الله تعالى - يعاني من نوبات صرعية.. وبداية فإنا نريد أن نسمي الأمور بأسمائها الصحيحة، ونرجو ألا تنزعجي لذلك، حيث أن مرض الصرع من الأمراض المنتشرة، وفي معظم الحالات لا تعرف أسبابه مطلقاً، وعموماً الأمر المهم والضروري جدّاً هو العلاج والالتزام بالعلاج ومواصلة العلاج.
بالنسبة بأن البنج كان هو الداعي والمحفز ربما يكون ذلك صحيحاً، ولا نستطيع أن نقول بصورة قاطعة أن يكون البنج يمكن أن يكون محفزّاً؛ لأن في بعض حالات الصرع الشديد والتي لا تستجيب مطلقاً لأي نوع من العلاج يُعطى البنج كعلاج لإجهاض الحالة في بعض الحالات النادرة جدّاً، ولكن البنج نفسه قد يسبب نوعاً من الضغوط على الدورة الدموية وعلى المسارات الكيميائية والعصبية لدى الإنسان، وهذا بالطبع ربما يؤدي إلى إثارة البؤرة الصرعية الموجودة وينشطها.
إذن ربما يكون للبنج علاقة بذلك، وربما يكون ليس هنالك علاقة حقيقة، إنما فقط من قبيل الصدفة.
الأمر الضروري جدّاً هو الالتزام بالعلاج، وتوجد بفضل الله تعالى عدة أدوية فعالة جدّاً، ومنها العقار الذي وصفه الطبيب وأعتقد أنه (التجراتول) فهو يسمى بالتجرتول في هذه المنطقة، والجرعة التي أعطاها الطبيب وهي 600 مليجرام تعتبر جرعة علاجية ولكن لابد أن يُراقب الطفل حتى لا يحدث له نوع من التسمم الدوائي أو التركيز الزائد، وهذا الدواء قد يسبب حالة من النعاس وحالة من الدوار (الدوخة) في بداية العلاج، وقد حدث ذلك لهذا الطفل، ولكن لا يسبب الألم بالرأس.
أما بالنسبة لمستوى الوعي والإدراك أثناء وبعد نوبات الصرع، يعرف أن هنالك عدة أنواع من الصرع، ففيها أنواع لا يفقد الإنسان فيها وعيه وقد يكون مدركاً لما يدور حوله بصورة كاملة أو بصورة جزئية، فما ذكره هذا الابن - حفظه الله تعالى – ليس مستبعداً لأن الصرع في الأصل – كما ذكرت – ليس من الضروري أن يؤدي إلى اختلال كامل في الوعي.
أما بالنسبة للصداع المزمن، فسوف يكون من الأفيد حقيقة أن يتم إجراء صورة مقطعية للدماغ، فهذه - إن شاء الله – سوف تجعلنا أكثر اطمئناناً أنه لا يوجد أي سبب عضوي، ونحن لا نعتقد أنه توجد أي أسباب عضوية، ولكن ما دام هنالك شكوى من ألم في الرأس ودائماً الصداع عند الأطفال يجب أن نأخذه بجدية، وأعتقد أن إجراء الصورة المقطعية للرأس سوف يكون أمراً حاسماً لهذا الموضوع، وإن شاء الله سوف يجعلكم تطمئنون على صحة هذا الابن.
ونكرر ضرورة مواصلة العلاج والعلاج قد يمتد إلى ثلاث سنوات، وهذه إن شاء الله ليست مدة طويلة، وإذا لم يناسبه الدواء الحالي فهنالك عدة أدوية وهي معروفة لدى الأطباء، ومن الأفضل أن يتم متابعته عن طريق أطفال متخصص في الأمراض العصبية وليس طبيب نفسي.
أسأل الله له الشفاء وبالله التوفيق.