جواز استخدام المعاريض في الحديث عن النفس للحاجة
2008-03-11 06:47:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ذات يوم حدثت معي مشكلة، وعندما أردت التحدث عنها لبعض الصديقات لم أنسبها لنفسي، بل قلت لهن: إن فتاة حدث معها كذا وكذا.
لقد فعلت ذلك هروباً من الإحراج، ولكي أسمع تعليقاتهن بصراحة.
المهم ما أريد أن أستفسر عنه هو: هل أعتبر كاذبة لأني لم أنسب المشكلة لنفسي؟ مع العلم أني لم أنو الكذب وكنت أقول في نفسي هذه الفتاة هي أنا.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Souad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن في المعاريض مندوحة عن الكذب، وليس من الضروري أن يفصح الإنسان عن نفسه، ومن الأفضل أن تقولي عند الكلام: حصل لفتاة كذا فما هو الحكم؟ أو كيف تتصرف في هذه الحالة؟ وكل ذلك إذا كنت بحاجة لمعرفة الحكم، أو بحاجة إلى سماع نصيحة، ولا يعتبر هذا من الكذب، ومن حق الإنسان أن يتفادى ما يجلب الإحراج والحرج، وهذا عليّ رضي الله عنه يقول عن نفسه: (كنت رجلاً مذاءً، فاستحييت أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته مني، فأمرت المقداد أن يسأله، فقال صلى الله عليه وسلم: اغسل ذكرك ثم توضأ) وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان يمكن أن يسأل نيابة عن غيره، وقد ورد كثيراً قول طلاب العلم ما قولكم فيمن يفعل كذا أو يقول كذا، وكثيراً ما يقصدون أنفسهم، وربما قال بعض الأشياخ: بعض الناس يفعل كذا وكذا من الطاعات وهو يقصد نفسه.
كذلك الأمر في الإنكار، فقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما بال أقوام يفعلون كذا ....) ويقول: (لينتهين أقوام...).
حتى في حديث ابن الْلَّتَبِيَّةِ عندما قال: هذا لكم وهذا لي كان خطاب النبي صلى الله عليه وسلم (فهلا جلس في بيت أبيه... ) بعد أن عمم في الخطاب رفعاً للحرج.
أما بالنسبة للحديث مع الصديقات فلا تتوسعي فيه، ولا تكلمي إلا من تنتظرين نصحها وعونها لك، وليس في نصوص الشريعة ما يدعوك إلى أن تفضحي نفسك بل ربما ساعدت روح الشريعة على الإنكار إذا ترتب على الاعتراف ونسبة السوء لنفسك مفاسد كبيرة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وعليك بكثرة الدعاء واشغلي نفسك بما يرضي الله.