وجوب حسن الظن وسلامة القلوب لذوي الأرحام
2008-03-05 08:56:27 | إسلام ويب
السؤال:
عندنا عربية (ميكرو باص)، أبي تركها لنا قبل موته، وهي فقط مصدر رزقنا -والحمد لله-، وعمي شيخ، لكن كل شهر الإيراد من العربية يجيء ناقصاً بكثرة! ونحن نسكن في بيت العائلة، وإذا أمي تكلمت معه تحصل مشاكل ونبقى نحن المخطئون؛ فماذا نعمل؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوسع أرزاقكم وييسر أموركم ويعطف قلوب العباد عليكم، ويشملكم بعنايته ورعايته وتوفيقه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا معك في أن الإنسان لو أحس بشيء من الظلم صادر من أقرب الناس إليه فإنه يشعر بألم وحسرة ومرارة، خاصة إذا كان الإنسان أو الأسرة في أمس الحاجة إلى هذا الشيء الذي يؤخذ منهم بدون موافقتهم، وهذا هو نفس موقفكم تجاه عمكم الذي هو أصلاً في مقام والدك رحمه الله، وهو الآن يعتبر الوالد فعلاً، حيث أنكم الآن أصبحتم أكثر حاجة إليه عما سبق، فوالدك رحمه الله قد ترك فراغاً كبيراً، المفروض في عمك أن يسده كله، أو على الأقل جزءاً منه، وما ذكرته من نقص دخل السيارة عما كانت عليه يدعو فعلاً -يا ولدي- إلى الريبة والشك، ويؤدي إلى سوء الظن، ولكن اسمح لي أن أسألك السؤال التالي:
هل أنت واثق أنت وأهلك من أن عمك يأخذ شيئاً من دخل السيارة ؟ أخشى أن يكون هذا مجرد ظن، لا أساس له من الحقيقة، وهذا ممكن جداً؛ لاحتمال أن السيارة لا تعمل بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها سابقاً، ولاحتمال أن أعطالها قد كثرت ومصاريف صيانتها قد زادت، ولاحتمال أن السائق الذي يعمل عليها غير أمين أو لعاب لا يجتهد في تحسين الدخل، أو لاحتمال أن السيارات في خطكم الذي تعمل فيه السيارة قد زادت فقلت فرصة كل سيارة في التحميل، أو غير ذلك من الأعذار الممكنة والواردة، فأتمنى أن تراعوا هذا جيداً نظراً لحساسية الموقف، وإذا لم يكن هناك أي شيء من هذه الاحتمالات فأرى أن يسأل أحد أسرتكم عمكم بطريقة غير مباشرة، دون أن توجهوا له أي اتهام حتى لا يفهم أنكم تشكون فيه، اسألوه سؤالاً غير مباشر، واقبلوا إجابته أياً كانت.
وأتمنى يا ولدي أن تحرص أنت وأسرتك على عدم قطع الرحم بأي صورة؛ لأن العم والد، حتى وإن أساء، خاصة وأنكم معه في نفس المنزل، فاحرصوا على طاعة الله، ولا تجعلوا هذه المسألة سبباً في قطع أرحامكم، وسيوسع الله عليكم.
وبالله التوفيق والسداد.