كيفية التعامل مع إلحاح الولد في طلب وغيرته من أخته
2008-03-09 13:09:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني لحوحٌ جداً في طلب أي شيء يريده، بحيث يوصلني إلى مرحلة أفقد فيها صبري، فهو يطلب الشيء عشرات المرات وبإلحاح مستمر، إضافة إلى غيرته من أخته الصغيرة، فأنا عندي ثلاثة أولاد وبنت، ولكن أشعر أن الحنان الذي لدي قد نفد لأني في الأساس بحاجة للحنان، ولا أعرف كيف أتعامل مع أولادي؟! علماً أنه ليس هناك من يساعدني على تربيتهم لأن والدهم قلّما يلتقي بهم بسبب مشاغل الحياة.
أفيدوني ولكم الأجر والثواب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تلبيتكم لطلباته عندما يلح يجعله يستخدم هذا السلاح معكم دائماً، ومن هنا فنحن ننصحكم بعدم تلبية طلباته في بعض الأحيان، مع ضرورة إشاعة العدل بينه وبين إخوانه وإشعاره بالاهتمام، فإن الطفل قد يطلب بعض الأشياء ليعلم مكانته ووضعه، فأشبعوه بالحنان والعاطفة والأمن والاهتمام، وقولي له في غير وقت طلباته: إن الإسلام يحب الطفل الذي لا يكلف والديه بكثرة الطلبات، والمسلم يحافظ على أمواله ولا يضيعها لأنه أول من يستفيد من وجود الأموال ووفرتها.
وأرجو أن تشجعي والدهم على مزيد من الاهتمام بك وبهم؛ فإن الإنسان لا يربح شيئاً إذا خسر أولاده، ولست أدري كم هي أعمار أطفالكم وكم عمر الطفل المذكور؟ ولكني في كل الأحوال أدعوك لعدم إظهار عجزك وضعفك أمامهم، وأنت كما يظهر معلمة، ولا شك أنك تصبرين على أولاد الناس وبناتهم في المدارس فتذكري أن أولادك أولى، ونحن دائماً نوصي الأم العاملة بضرورة توفير جرعات مناسبة من العواطف لأبنائها وبناتها، ولا مانع من أن تتولى الخادمة التنظيف والطبخ والكنس، ولكن جرعة الاهتمام والحب لا يمكن أن تتوافر بطريقة صحيحة إلا من قبل الوالدين، ولابديل عن الأم.
ورغم أننا ندرك ما يواجه العاملات من صعوبات إلا أن الحنان والاحتضان مع ضرورة الجلوس معهم ولو للحظات مهم جداً، ومن المفيد أن تمسح الأم على رءوس أطفالها وتقبليهم عند ذهابهم إلى النوم وعند وصولك من العمل، وكم تمنينا أن يقدر القائمون على إدارات العمل في التوظيف أهمية إعطاء المرأة العاملة إجازات مدفوعة القيمة حتى تتمكن من التوفيق بين رسالتها في خدمة الأمة وبين دورها في المنزل الذي هو الأساس، حتى لو أدى ذلك إلى زيادة عدد العاملات والموظفات حتى تتم عملية التناوب وتبادل الأدوار.
ولا تقولي: نفد الحنان؛ لأن الأم هي مصدر الحنان، ولا يخفى على أمثالك أن وجود الجرعات المناسبة من الحنان مما يساعدك على حفظ النظام في البيت، وجرعة الحب تغني عن العصا، والعدل يصلح العيال، مع ضرورة أن تغرس في نفوسهم طاعة الكبير المتعال.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن أطفالنا ينتفعون من طاعتنا لله، قال تعالى: (( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ))[الكهف:82]، وأرجو أن يعلم زوجك أن التربية من غير أب تكون عرجاء وعوجاء، فلابد من أن يشكل حضوراً في المنزل وأن يصحب أولاده إلى المسجد، ولا بأس من أخذهم معهم عند الذهاب لشراء احتياجات المنزل، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.