إرشاد لفتاة محجبة تعاني الإحساس بالحاجة إلى كلام الحب
2008-01-19 21:20:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك يا شيخنا: ما هو حل مشكلتي التي تتمثل في وحدتي الكبيرة، فأنا كأي فتاة في سني أحتاج للحب! أحتاج لمن يتصل بي ويسأل عن حالي إلا أني أرفض الحرام، لا أجد الحلال، ماذا أفعل؟ أتمنى أن أكلم -كباقي الفتيات- شاباً وأسمع كلام الحب الذي ينقصني، وأعتذر لقلة أدبي، ولكني لم أجد من أكلمه عن معاناتي ولم أجد أوسع من صدركم صدراً، أحب أن أكون مهمة بالنسبة لشاب في الحلال طبعاً، فأنا الآن أحس أن حجابي يمنعني من هذا، فما الحل؟ وما يزيدني هما أن الجميع يعطونني أكثر من سني بالحجاب، أنا لا أقول هذا لأني لا أحب الحجاب، بل أعشقه وأحس بأنه يحميني، ولكن لماذا الشباب لا يهتمون بالفتاة المحجبة المتدينة ولا يبحثون إلا عن المظاهر ولا يفهمون أن المتحجبة أيضاً لو كانت بدون حجاب وزينت نفسها لصارت رائعة، إضافة إلى تدينها، أنا لا أمدح نفسي ولكن أعبر عن معاناتي، فأنا أحتاج للحب كثيراً وأرجو أن أجد عندكم نصحا يريحني من هذا العذاب، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التائهة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن الشباب يحترمون المحجبة ولا يرضون بغيرها زوجة، ولا يمكن أن يسعدوا في حياتهم مع صديقة الأمس، وهذا الأمر ثابت بالإحصاءات الرسمية الدقيقة في بلاد الكفر وفي ديار الإسلام، حيث أثبتت الدراسات أن أكثر من 85 % من الزيجات التي تسبقها علاقات عاطفية تنتهي بالفشل والطلاق، والنسبة المتبقية تكون عرضة للمشاكل والأزمات المتلاحقة، وذلك لأن الشيطان الذي جمعهم على الغفلة والعصيان هو الشيطان الذي سوف يغرس بينهم الشكوك والظنون والعدوان.
وليس ما تسمعه الفتيات من مدح وثناء وكلام جميل دليلاً على الحب، ولكن الذئاب يعبثون بمشاعر المغفلات ويستدرجوهن حتى ينالوا منهن غرضهم السيئ ثم ترمى الواحدة ( كالعلكة ) في مواطن القمامة، والسعيدة من تتعظ بما حصل لغيرها، والشقية يجعلها الله عبرة لغيرها.
وأرجو أن تعلمي أن هناك دراسات أقيمت في بلاد فيها تبرج وسفور، ثم ثبت للباحثين أن نسبة الزواج في المحجبات سريعة جداً، حتى قالت إحدى المتبرجات: إنهن يثنون على جمالنا وثيابنا ولكنهم يتزوجون غيرنا! وهل يمكن لعاقل أن يرتبط بفتاة باعت دينها وسمعة أهلها وربما عفتها بدراهم معدودة أو بكلمات معسولة؟
أما بالنسبة لما عندك من مشاعر فأرجو أن تصرفيها في حب والديك والصالحات من صديقاتك بعد حبك لله واتباعك وحبك لرسوله صلى الله لعيه وسلم، واقتربي من والدتك وعمتك وخالتك، ولا مانع من أن تشغلي نفسك برعاية بعض الحيوانات الأليفة النظيفة، واجعلي صداقتك مع الصالحات في أماكن العلم والقرآن والمحاضرات، كما أرجو أن تعلمي أن الحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت الحلوى غطاءها أصبحت عرضة للجراثيم والقاذورات، وهكذا الفتاة المتبرجة عرضة للأعين الجائعة والأنفس المريضة.
فاحمدي الله على العافية، وحافظي على عواطفك حتى تعطى لمن يستحقها كالزوج والأولاد والأخوات الصالحات بعد الآباء والأمهات.
ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة، وأن يحفظك من كل سوء ومكروه.
وبالله التوفيق والسداد.