كثرة المشاكل والخلاف بين المخطوبين.. ما الحل؟
2004-12-01 04:01:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا إنسانة مخطوبة منذ سنتين، وخطيبي توجد بيني وبينه مشاكل، وأنا دائماً أظهر له مدى حبي له بشدة ولكن هو يقول لي أنه يحبني عندما أتشاجر معه، أو أذكره، وهذا الشيء يسبب مشاكل بيني وبينه، وكما أني لم أبخل عليه في عواطفي أو أي شيء يطلبه مني.
أريد منكم أن تعطوني حلاً لأجعله يتعلق بي كثيراً.
أرجوكم الحل بسرعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يصلح لك خطيبك، وأن يجعل حياتكما أمناً واستقراراً وسعادة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأعتقد أن هذا ليس بالغريب ولا بالجديد، خاصةً وأنكما لم تعرفا بعض من قبل، وكل واحد منكما لديه ثقافته وتربيته وعاداته وتقاليده، ويستحيل أن يتوافق الناس في كل شيء، حتى الولد مع والده، والزوجة مع زوجها، ولابد من وجود خلافات في وجهات النظر وغير ذلك من أمور الحياة، إلا أن الخلافات والمشاكل منها ما هو طبيعي وجرت به العادة، وهو ذلك النوع البسيط الذي لا يلبث أن يزول وينتهي بأقل قدر من الحوار والتفاهم، فمثل هذا لا شيء فيه ولا يشكل أي خطورة على الأسرة ومستقبلها، فإذا كانت الخلافات والمشاكل بينكما من هذا النوع فأعتقد أنها سهلة ميسورة، وبمقدوركم وضع اليد للتفاهم والتعامل، ومعرفة كل طرف بطبيعة الطرف الآخر، وما الذي يثيره أو لا يثيره، وما الذي يحزنه وما الذي يفرحه، فهذه أمور ممكنة وليست صعبة أو مستحيلة، مع الوضع في الاعتبار أن يقبل كل طرف منا صاحبه على ما هو عليه، ولا يتوقع أن يكون الطرف الآخر تابعاً له أو أنه سيلغي مقوماته من أجل إرضاء الطرف الآخر، فلابد أن يقبل بعضنا بعضاً على ما هو عليه.
وأما المشاكل التي تشكل خطورة، فهي هذا النوع الذي يؤدي إلى القطيعة والنفرة، وإصرار كل واحد على موقفه، وحرصه أن يتنازل الطرف الآخر، أما هو فلا، وأن نظل نكرر ونعاتب ونؤنب ونوبخ، فهذه أمورٌ ينفد الصبر معها سريعاً، وتعصف بأي حب مهما كان، فانظري أختي الكريمة في طبيعة المشاكل والخلافات، فإذا كانت مما جرت به العادة، وهو ما أشرت إليه في النوع الأول، فأرى أن الأمور طبيعية، ولا تخافي منها، أما إذا كانت من النوع الثاني، والذي يؤدي إلى امتهان الكرامة وإذلال النفس، وتمسك كل طرف برأيه، وإن كان خطئاً، وعدم الاعتذار إن بدأ عيب أو خطأ، وأن الأمور تصل إلى درجة القطيعة لأيام مثلاً، فأرى أن تعيدي النظر في موقفك، ولا مانع من شرح وجهة نظرك لخطيبك، ومدى اهتمامك بهذا الأمر، فإن أبدى تفاهماً واستعداداً للمشاركة الفاعلة فتوكلي على الله، وإلا فعسى أن يرزق الله كل واحد منكما رزقاً آخر، وأنكما لستما لبعض.
والله الموفق.