اعتداد الصلاة في أول الليل قياماً لليل
2007-11-19 13:03:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أنا عضوة لديكم، وقد أفدتموني كثيراً، وأتمنى لكم دوام التوفيق، ولدي عدة أسئلة:
1- الحمد لله أنا أحفظ القرآن كما تعرفون، ومن رمضان الماضي لم أضيع صلاة تراويح أو تهجد، والفضل لله، وقد دعوت الله كثيراً من قبل أن يرزقني قيام الليل، حتى أني ذات ليلة رأيت في منامي أني أقرأ سورة المزمل حتى الآية (5) والحمد لله، أنا الآن أصليها ولو ركعتين بعد الساعة 12 وبعدها أصلي الشفع والوتر، وأحياناً أصلي 4 ركعات، ولأني أشتغل فلا أستطيع أن أصلي وقت السحر، ولكني والحمد لله أصلي الفجر بانتظام في أول الوقت، فهل دعائي مستجاب - إن شاء الله - وهل يعتبر ما أصليه هذا قيام ليل؟ مع العلم أن نفسي أستيقظ قبل الفجر بساعة؟
2- أريد أن أعمل صدقة جارية لجدتي، فهل شرائي لبعض الأذكار والكتيبات الصغيرة يعتبر صدقة جارية؟ وهل الثواب لها أم لي؟
3- اختارتني محفّظتي للقرآن أن ألقي في المحاضرة موضوعاً ما أحضره في البيت وأشرحه، ولكني اعتذرت لها؛ لأني أحس أن ليس لدي القدرة على أن أدعو، ولكنها مصممة، وهذ الموضوع هذه المرة عن قيام الليل، فكيف أدعو؟
وأشكركم كثيراً وآسفة على التطويل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بمن اختارت موقعها واستفادت من آبائها وإخوانها، وهيئناً لمن وفقها الله بحفظ القرآن وأعانها على قيام الليل، ونسأل الله لك السداد والثبات.
وأرجو أن تعلمي أن خير البر أدومه وإن قل، وأن المداومة على العمل الصالح وإن كان قليلاً دليل على التوفيق والخير والاستقامة، وأن عمل النبي صلى الله عليه وسلم كان ديمة، وكان إذا عمل شيئاً من الخير أثبته وواظب عليه.
ولا شك أن كل صلاة تصليها المسلمة بين العشاء والفجر تعتبر من قيام الليل المطلوب كما أن أداء صلاتي العشاء والفجر فيه الثواب العظيم، ومن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، والفتاة تنال الأجر العظيم على اهتمامها بصلاتها وعلى أدائها في وقتها، وإذا كان في البيت نساء فيمكنها أن تصلي بهن ومعهن رغبة في مزيد من الثواب والأجر.
وإذا استطعت أن تستيقظي قبل الفجر في وقت السحر فذلك خير على خير؛ لأنها اللحظات التي ينزل فيها رب العزة والجلال فيقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ وقد يعينك على ذلك بعد توفيق الله، إعطاء الجسم حظه من الراحة وحقه من الطعام والاستعانة، على ذلك بشيء من القيلولة، مع ضرورة النوم مبكراً والمحافظة على الأذكار والتقليل من الطعام.
ولا شك أن شراء الكتب النافعة والأذكار وتوزيعها من الأعمال العظيمة والصدقات الجارية، وأنت تشكرين على الوفاء لجدتك ولن يضيع أجرك عند الله وسوف يهيئ الله لك من تعرف حقك وفضلك مستقبلاً، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وأرجو أن أبشرك بأن الأجر لك ولها وفضل الله واسع.
وقد أحسنت هذه المُدرسة عندما طلبت منك إلقاء موعظة على زميلاتك، وهذا أمر تشكر عليه فإن الاهتمام بأمر الدعوة والنصح هو الذي يولد – بعد توفيق الله – داعيات ناصحات مؤهلات، ونحن ننصحك بحسن التحضير للمادة العلمية والاجتهاد في تطبيق ما تقولينه لأخواتك والإخلاص في ذلك فإن هذه هي أهم مفاتيح النجاح بعد توفيق وتأييد ربنا الفتاح.
ومما يعينك على ذلك:
1 - التوجه إلى الله، والاستعانة به ليعينك على ذلك.
2 - تحديد الموضوع، وطالما قد حدد لك بقيام الليل، فمراجعه متيسرة، والكلام عنه كثير، تجدين ذلك في تفسير الآيات التي تحدثت عن قيام الليل كقوله تعالى في سورة الإسراء: (( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ))[الإسراء:79]، وقوله في سورة السجدة: (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ))[السجدة:16]... إلخ الآيات وقوله في سورة المزمل: (( قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ))[المزمل:2]، وأمثال هذه الآيات، حيث يمكن أن ترجعي إلى تفسير ابن كثير مثلاً للاستزادة من تفسيرها.
3 - كما يمكن أن ترجعي لبعض الأحاديث في أبواب قيام الليل في كتب السنة، وهي كثيرة بفضل الله تعالى، لا سيما التي جمعت أحاديث الترغيب والترهيب ككتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري.
4 - أيضاً الكتب التي ألفت خصيصا في هذا الموضوع كمختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي، وككتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا، وكتاب رهبان الليل للدكتور العفاني من المعاصرين، فهذه كلها مراجع سوف تغنيك في تحضير هذا الموضوع.
5- الخطوة التي تليها كتابة الموضوع على الورق والإمعان فيه، وإعداده للقراءة منه، وإن طلبت منك مدرستك الفاضلة بأن تلقي الموضوع غيبا عن ظهر قلب، فيمكن أن تلخصي الموضوع في نقاط، مع كتابة رؤوس الآيات والأحاديث والشواهد في ورقة صغيرة تستعينين بها، أو تحفظينها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحباً مجدداً.
ونسأل الله لك التوفيق، أرجو أن يحسن الله لنا ولك الختام، وأن يحشرنا في صحبة رسولنا عليه الصلاة والسلام.
وبالله التوفيق والسداد.