وجوب العزم على المحافظة على صلاة الجماعة
2007-11-01 12:37:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لقد عزمت أن يكون هدفي الأول في الحياة الحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد مهما سبب لي هذا من مشاكل في عملي أو مع أصدقائي أو مع أهلي، فهل أستبشر خيراً؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبشرى لمن يعزم على الخير، وإذا استطاع المسلم أن يواظب على صلاة الجماعة أربعين يوماً يدرك فيها تكبيرة الإحرام كتب له براءتان، براءة من النفاق وبراءة من النار، وهل كان الصحابة يعرفون المنافقين إلا بتكاسلهم عن الصلاة حتى قال ابن عمر: (كان الرجل إذا تغيب عن صلاة الفجر أسأنا به الظن، وأثقل الصلاة عن المنافقين الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، وقد ذكر الله أحوال المنافقين مع الصلاة فقال سبحانه: ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا))[النساء:142].
فبشرى لك ثم بشرى لك إذا حوّلت عزيمتك ونيتك إلى عمل، والإنسان لا يزال بخير ما نوى الخير وعمل الخير، وقد كان السلف الأبرار يسمون الصلاة الميزان، وكانوا إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسان معين نظروا في صلاته فإن وجدوه محباً لها مسارعاً إليه ظنوا به الخير بل كان الفاروق يكتب لعماله ويقول: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواه أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع).
وكان الإمام أحمد يقول: (إنما حظهم من النار بمقدار حظهم من الصلاة)، والصلاة هي الفريضة التي لا تسقط عن الإنسان ما دام فيه نفس يصعد ويهبط وقد صلى عمر رضي الله عنه وأن جرحه ليثعب دماً، وقال عند ذلك: (آلله ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وأن من سنن الهدى الصلاة في جماعة، ثم قال: ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المنافق في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأينا على عهد رسول الله وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق) وحتى المريض كان يحمل إلى المسجد، ولذلك قال: (ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)، وقال للأعمى الذي لا يجد من يقوده: (هل تسمع النداء؟ قال: نعم، فقال: فأجب) والصلاة هي الميزان في الآخرة لأنها أول ما يحاسب عليها الإنسان فإن صلحت صلح سائر العمل وأن فسدت فسد سائر العمل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة التعامل بحكمة مع الزملاء والأصدقاء ورؤساء العمل، وأرجو أن تكون نموذج للمسلم المؤدب الحريص على الخير حتى تأخذ بأيديهم إلى طريق الخير، فإن تعارض العمل مع الصلاة ومنعت من أدائها فقل لهم في هدوء طاعة الله أعلى وأغلى ولا بارك الله في عمل يمنع الصلاة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأرجو أن تكتب لنا بمشاكلك إن وجدت حتى نتعاون في الحل.
ونسأل الله لك السداد والثبات.