دواء الرهاب الاجتماعي زيروكسات (سي آر) وجرعته المناسبة
2007-09-05 10:05:11 | إسلام ويب
السؤال:
الدكتور الموقر محمد عبد العليم!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحببت أن أسألكم وفقكم الله عن علاج (زيروكسات سي آر) في الجرعة التي تساوي (12.5)، حيث تذكر المواقع الرسمية حول هذا الدواء أنها جرعة علاجية مقبولة للرهاب والقلق الاجتماعي، وأنها تزاد فقط في حالة عدم الاستفادة منها، ولما رأيت النشرة المرفقة مع علاج (زيروكسات 12.5) وجدت بالفعل أنه مكتوب عليها أنه للقلق الاجتماعي يُبدأ بهذه الجرعة، وأنها تُزاد فقط عند عدم الفاعلية، فهل بالفعل هذه الجرعة قوية ومفيدة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نعرف أنه يوجد حيز أو نطاق بالنسبة لجرعات الأدوية، فهنالك جرعة يبدأ بها الإنسان وتكون هي دائماً الجرعة الصغيرة أو الجرعة الدنيا، وبعد ذلك يبدأ الإنسان ببناء الجرعة بالتدرج حتى يصل إلى الجرعة القصوى إذا احتيج لها، ونعرف أن في علوم الأدوية أن الإنسان يجب أن يكون في الحيز العلاجي؛ بمعنى أن الجرعة إذا كانت أقل من المتطلب قد لا تُفيد وإذا كانت أكثر مما هو مطلوب أيضاً قد لا تفيد أو قد يتضرر منها الإنسان.
بالنسبة لجرعة 12.5 مليجرام من الزيروكسات(CR) تعتبر جرعة لبداية العلاج، وتعتبر جرعة علاجية لكثير من الناس، وحقيقةً لا يستطيع أي طبيب أن يحدد الجرعة العلاجية الصحيحة لأي مريض إلا من خلال الملاحظة والتجربة، وهذا أمر ضروري جداً، ولذا إذا استفاد الإنسان من الجرعة الصغيرة فهذا شيءٌ طيب ويطمئن المريض والطبيب في ذات الوقت؛ لأن الجرعات الصغيرة بالطبع تكون فيها الآثار السلبية أقل.
عموماً الجرعة من هذا النوع وهي 12.5 مليجرام يستمر عليها الإنسان في نظري لمدة ثلاثة أسابيع، وإذا لم يتحسن بعد ذلك فلابد أن تُرفع هذه الجرعة، كما أن هنالك عوامل ضرورية جدّاً في فعالية الأدوية، وهي:
1- التركيبة الجينية للإنسان فهي تختلف من إنسان لآخر.
2- وزن الإنسان؛ فلا شك أن الإنسان إذا كان نحيفاً فالجرعة الصغيرة سوف تكون مناسبة له.
3- سرعة امتصاص الدواء من المعدة؛ فهنالك تفاوت بين الناس في هذا الأمر.
هذه كلها عوامل تحدد فعالية الدواء من عدمه..
إذن: أتفق معك تماماً أن هذه الجرعة يمكن أن تكون فعّالة بالنسبة لبعض الناس، ولكن يجب أن تُرفع الجرعة إذا لم تظهر فعاليتها.
أيضاً كثير من الناس يركز ويستفيد من الوسائل العلاجية غير الدوائية، ويكون في ذات الوقت يتناول الدواء، وهذا بالطبع سوف يدعم الدواء؛ لأن الوسائل النفسية السلوكية والاجتماعية ذات قيمة علاجية كبيرة جدّاً، فالتحسن في كثير من الناس يتأتى من هذا المفهوم الذي يكون فيه الدواء مدعماً بالعلاج النفسي أو السلوكي، وهي بالطبع الطريقة الأفضل.
أسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.