الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الإجابة ستشمل بعض النقاط الخاصة بالسؤال، مع قليل من الاستطراد المهم:
الصدفية مرض له درجات من الشدة، وحسب الدرجة يتم اختيار الدواء المناسب.
وإن وجود أمراض أخرى جهازية (تصيب أجهزة البدن ) يقلل من الاختيارات في العلاج، والصدفية غير حاكة إلا في 3 احتمالات أو حالات:
الأولى: عند الناس العصبيين والقلقين، ويتم التخلص من الحكة عند هذه الزمرة من الناس من خلال التخلص من القلق، وذلك بالعلاج التحليلي أو الدوائي.
الثانية: الصدفية في الطويات أو الثنيات المختلفة للبدن، ويتم علاجها بكريمات كورتيزونية متوسطة الشدة، مع بعض مضادات الفطريات والجراثيم، ونختار لذلك كريم (ترافوكورت) مرتين يومياً لأسبوع، ثم مرة يومياً، ثم عند اللزوم، ويفضل أخذ مضادات الهيستامين مثل (الزيزال 5 مغ) مرة يومياً، أو أخذ (الأتاراكس 10 مغ) يومياً قبل النوم، كما يمكن أخذ الأول صباحاً والثاني مساء؛ لأن الأول لا ينوم، والثاني له تأثير منوم.
الثالث: هو الصدف المتهيج بسبب العلاجات الموضعية كالقطران أو الديفونكس أو الساليسيليك أسيد، أو غيرها من الأدوية الموضعية التي لا يتحملها الجلد، ولذلك لا ننصح أبداً باستعمال الديبروساليك على المناطق الحساسة؛ لأنه يحتوي على الساليسيليك أسيد؛ ولأن المناطق الحساسة لا تحتاج مواد مذيبة للجلد، حيث إن الصدفية هناك تكون قليلة الوسوف؛ هذا بالإضافة إلى أن استعمال الكورتيزونات القوية غالباً ما يتبعه زيادة المرض بسرعة بعيد إيقافه، والديبروساليك هو كورتيزون قوي مع ساليسيليك أسيد للصدفية الموضعة.
هناك أدوية عديدة قرب المناطق الحساسة أو ثنيات البدن، منها (الديفوبيت) ذو الخط الأحمر، ومنها (الترافوكورت)، ونفضل الثاني إن كان الجلد متهيجاً، ونفضل الأول إن كان الجلد هادئاً.
وننصح بتجنب المواد المهيجة للجلد المذكورة أعلاه، وننصح بأخذ مضادات الهيستامين للسيطرة على الحكة.
وتوصيتنا لما تشتكين منه محصورة بين هذين المستحضرين بشكل كبير، ولكن لفترة محدودة غير مفتوحة، ولا يعفينا ذلك من المتابعة مع طبيب أمراض جلدية متخصص.
للصدفية المتوسطة:
يفضل الأشعة فوق البنفسجية، لكن يجب عدم استعمالها لأنها تثير الذئبة الحمامية (الجرعات الخفيفة غير مفيدة والجرعات الكبيرة مفيدة للصدفية وضارة للذئبة)، ولذلك يمكن أن تعامل الصدفية المتوسطة المترافقة مع الذئبة والحاكة معاملة الصدفية الشديدة.
ويمكن استعمال جهاز (اكسايمر) لعلاج الصدفية الموضعية، ويتم ذلك بيد خبيرة، ولمواضع محددة، وهو يعتبر الليزر للأشعة فوق البنفسجية.
للصدفية الشديدة:
هناك علاجات جديدة وغالية جداً وفعالة، تسمى العلاجات الحيوية، مثل: الإنفليكسيماب (الراميكيد)، والإتانيرسيبت (انبريل)، والأليفاسيبت (أميفيف)، والأداليموماب (الهيوميرا)، والأفاليزوماب (رابتيفا).
ولكن لكل منها ميزات ودواعي تفضيل على غيرها، وفق دراسة شاملة للمريض من قبل طبيب له خبرة بهذه المستحضرات، والتي يمكن من خلالها السيطرة على المرض بإذن الله.
لا تنسى أن الكورتيزون عن طريق الفم يفيد في حالات الصدفية، ولكن يجب عدم خفض الجرعة فجأة، وهو بذلك مفيد لكل من الذئبة والصدفية.
هناك مادة الأسيتريتين المفيدة للصدفية، ولكن لها تأثير محسس ضيائي، وترفع الدهنيات في الدم.
باختصار:
استعملي الكريمات المذكورة أعلاه مع مضادات الهيستامين مشتركة.
امنعي الحكة بأي طريقة.
لا تستعملي أي مواد مهيجة للمنطقة حتى ولو كانت صابون (استعملي صابون أطفال أبيض وغير معطر وبدون إسراف فقط عند الضرورة).
استعملي الملابس القطنية.
هدئي من روعك، وتوكلي على الله، واسأليه العافية، وخففي من القلق لو وجد، وحاولي السعي لحياة مستقرة، فالقلق عامل مهيج للصدفية، وقولي: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وستلاحظين التحسن عند هدوء البال، وتجنب المثيرات الموضعية أو العامة.
زوري طبيبة أخصائية أمراض جلدية لتقييم الحالة والنصح المشترك مع الطبيبة المعالجة للذئبة الحمامية.
تذكري أن الصدفية تتفاوت في مسيرتها، وقد تهدأ من تلقاء ذاتها حتى ولو بدون علاج.
اقرئي عن الصدفية من مصادر موثوقة.
لا تستعملي العلاج العشبي لأنه غير موثق وغير دقيق ومتفاوت النتائج.
راجعي الإجابات التالية لاستشارات متعلقة بالصدفية عموما:
(
19330) و(
247788) و(
267241 ).
وبعد ذلك تفاءلي بالخير تجديه، ولا تجولي من طبيب لآخر، بل التزمي الطبيب الأخصائي الثقة ذي السمعة الطيبة، فالمتابعة المركزية خير من المتابعة المشتتة، والبداية من جديد مع طبيب يعود ليجرب ما جربه غيره.
فأنت لا تحتاجن علاجاً جديدا، بل تحتاجين علاجاً مناسباً يقيمه ويصفه لحالتك طبيب خبير متابع.
نسأل لله لك الشفاء العاجل.