رفض الأهل الخاطب لقلة راتبه
2007-08-28 19:16:22 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق أن أرسلت لكم مشكلتي من قبل، والآن أريد أن أخبركم بما حصل بعد قدوم الشاب إلى بيتنا وبعد العديد من المداولات جلس معه أخوالي وأمي ورأوا بأن الشاب ذو خلق وعلم ودين، ولكن الخلاف أنه ليس من مدينتا بل من ضواحي دمشق، ولكنه ولد في دمشق وتربى بها، ولهجته شامية - وليس ابن ضيعة كما يقول أهلي - ولأن راتبه 10 آلاف ليرة سورية، وهذا بنظر أهلي لا يكفي لنعيش عيشة رغداء، يريدون شاباً راتبه 50 ألفاً، أين هذا الشاب الذي راتبه 50 ألف؟ كيف لشاب عمره 28 أن يكون راتبه هكذا - إنه جنون - فكروا بالمال ولم يفكروا بأخلاق الشاب الذي سأعيش معه، فهل هذا ما أمرنا به رسولنا الكريم المال فقط! أين الأخلاق والدين!
المهم أن يكون ابن عائلة حتى ولو كانت أخلاقه سيئة، أنا في طريقي للجنون بين أهلي، والشاب الذي ارتحت له وأحببت أخلاقه، هل حياتنا أصبحت المال والمظاهر والبروزة أمام الناس بابن فلان؟ كيف سنعيش؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tima حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نخطئ عندما ننظر إلى جيب الرجل وأملاكه ونسبه وقبيلته ونترك وصية النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن نخطب لبناتنا صاحب الدين والأخلاق، وحرّض الشباب على الظفر بصاحبة الدين، ولا يخفى عليك إذا وجد الدين فإن فيه علاجاً لكافة العيوب والنقائص وقد أحسن من قال:
وكل عيب فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران
ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، ونحن في الحقيقة نتمنى أن يكرر الشاب المحاولات، وأن يدخل أصحاب الوجاهات، وأنت بدورك أرجو أن تطلبي مساعدة العقلاء والفاضلات من أعمامك والخالات بعد التوجه إلى من بيده الخيرات.
وكم تمنينا أن يدرك الجميع أن المال والحسب والنسب لا ينفع صاحبه إذا لم يكن معه دين وأخلاق، وإلا فأين أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل نفعته أمواله؟ وهل استفاد من نسبه؟ وقد كان من أعلى قريش نسباً كيف لا وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أحسن من قال:
لقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك الشريف أبا لهب
وأرجو أن يعلم الجميع أن أهم شيء في الزواج هو حصول التوافق والقبول؛ ولذلك قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عندنا يتيمة خطبها رجل موسر وفقير ونحن نريد لها صاحب المال، وهي تهوى الفقير، فقال عليه صلاة الله وسلامه: (زوجوها الفقير فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح).
ولا يخفى على أمثالك أن (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، فقد يأتي صاحب المال الوفير ولكن لا يحصل الانسجام معه والقبول.
ولا شك أن شريعة الله تجعل هذا الأمر بيد الفتاة وحدها، ولكننا ننصحك أن تديري هذا الأزمة بالحكمة والصبر والتوكل على من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وعليك بطاعة الله والتوجه إليه فإنه سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، وييسر لمن اتقاه أمره ويفرج عنه كربه، قال تعالى: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].
وبالله التوفيق.