الخلافات بين الزوجين بسبب ترك الزوج للصلاة وشربه للخمر
2007-07-11 07:14:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 26 سنة ومتزوجة منذ شهر، وقد كنت أعلم أن زوجي يشرب الخمر، وقد تغيرت علاقته بي في فترة الزواج وأصبح ناقماً علي، لأني لم أقدر ظروفه وأرهقته بالطلبات، كما أنني هددته بالانفصال عدة مرات.
هو الآن يتعمد إهانتي والقيام بكل ما أكرهه، والجو متوتر بيننا وظروفنا المادية صعبة، وأمه تصارع الموت، وهو ناقم علي، ولا أدري كيف أستعيده وأصلح حاله، وهو لا يصلي والصحبة السيئة هي السبب، وأخشى أن يخونني لأنني أحس أنه بدأ يكرهني، فساعدوني كي لا يهدم بيتي ولكي أطهره.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarra حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الأشهر الأولى للزواج هي أصعب أيام الزواج؛ لأن كل طرف يحاول تغيير الآخر وتظهر الصورة كاملة بسلبياتها وإيجابياتها، وينتهي ما كان بين الخاطبين من كلام لطيف ومجاملات، خاصة إذا كانت فترة الخطوبة طويلة ومليئة بالمخالفات، وإذا كان الزوج يشعر بأنه قد خسر الكثير فلا تكثري عليه من الطلبات واقتربي من والدته وكوني إلى جوارها وطالبيه ببرها فإن ذلك مفتاح إلى قبله، وذكريه بلطف أن الدنيا ذاهبة وأنه لا يبقي سوى الأعمال الصالحة بضاعة وتجارة، واختاري الأوقات المناسبة لنصحه، وانتقي الكلمات اللطيفة عند التعامل معه.
لا تقابلي تقصيره بالتقصير واحتملي إساءته رغبة في الثواب الكثير، واطردي عن نفسك الوساوس، واجعلي بيتك بيئة جاذبة له، وشجعيه على الصلاة، واطلبي من والدته في لحظاتها الأخيرة أن تنصحه وتدعو له ولا تقصري أيضاً في الدعاء له، وحاولي معرفة الأسباب الأخرى لضيقه وتغيره، واجتهدي في اكتشاف مواطن التأثير عليه.
لا شك أن للصحبة السيئة آثارها الخطيرة، ومن الضروري سبحه تدريجيا، والحرص على إيجاد البدائل المناسبة من البرامج المفيدة، فإنه من الخطأ مطالبته بتركهم دفعة واحدة، لأنهم في هذه الحالة سوف يحرضونه ضدك، كما أنه سوف يشعر أنك تأمرينه، وسوف يقول له الشيطان أنها تريد أن تسيطر عليك، وعلى كل حال فأنت أعلم بحال الرجل ونفسياته، واعلمي بالخيارات المتاحة أمامك، ولست أدري هل هناك أمل في صلاحه وإصلاحه.
نحن نتمنى أن لا تتخذي أي إجراء إلا بعد دراسة العواقب والآثار، واعلمي أن الحياة لا تستمر إلا بالاحتمال، وأرجو أن تعلمي أن أكبر أخطاء الرجل تتمثل في تركه للصلاة فإن استجاب لك وسجد لله فاعلمي أن الصلاة ستنهاه عن كل منكر بحول الله وقوته، وحاولي أن تتركي عنده ذكريات طيبة من الوفاء والصدق والإخلاص في الدعاء له، حتى يكون ذلك مفتاحاً لعودته إلى الصواب، سواء أكان ذلك أثناء وجودك معه أو بعد مفارقته التي لا نتمناها إلا إذا أوصلتم إلى طريق مسدود.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك لما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق والسداد.