الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله العتيبي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التسامح مع الأقارب والأرحام هو هدي رسولنا عليه الصلاة والسلام، بل هو سلوك ممتد في أنبياء الله الكرام، فقد قال الله على لسان نبيه يوسف الكريم لما اعتذر له إخوانه عن فعلتهم: (( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))[يوسف:92]، ولا يخفى على أحد ما فعله إخوة يوسف بأخيهم، كما أن عبارة السماحة والتسامح تكررت على رسولنا صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش حين قال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء )، وردد قول الله: (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ...).
ونحن نبشرك بقول رسولنا عليه صلاة الله وسلامه: (وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزّاً)، وبشر النبي صلى الله عليه وسلم من يكظم غيظه فقال: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، وجعل القرآن العفو والتسامح من صفات المتقين فقال سبحانه في مدحهم: (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))[آل عمران:134].
ومن هنا فنحن ننصحك بالاستمرار على منهجك في العفو والتسامح، واعلم أن صلات ذوي القربى لا تستمر إلا بهذه الطريقة، ومن يصفح ويعفو إذا لم يفعل ذلك من يعمل في مهنة التعليم، وأرجو أن لا يدفعك كلام زوجتك أو كلام الناس إلى ترك ما تعودت عليه من الخير.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الذي يقهر نفسه ويحمله على العفو والصبر أعظم من الذي يفتح مدينة، وليس الشديد بالصُّرعة ولكن الشديد هو الذي يملك عند الغضب، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة حلمه بسيف غضبه فهو يتصرف في مواقف الغضب بالحلم والكمال في أخلاقه والجمال في التأسي به صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعطي من حرمه ويصل من قطعه ويعفو عن من ظلمه حين مدحه العظيم فقال: (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))[القلم:4]، وقد أحسنت بعفوك عن والد زوجتك ولا تنتظر على فعل الخير شكراً من أحد، واقصد بأعمالك وجه الله.
ومرحباً بك في موقعك مع إخوانك في الله، واعلم أن أولى الناس باهتمامك هي زوجتك فلا تقصر في حقها، فإن خير الناس خيرهم لأهله - سدد الله خطاك وبلغك مرادك -.
ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارة (
268461) ففيها مزيد فائدة.
وبالله التوفيق والسداد.