كيفية التخلص من الرهاب الاجتماعي وأعراضه
2007-07-02 07:42:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعاني من الرهاب الاجتماعي وأرتبك جداً خاصة في الدعوة إلى وليمة أو مشاهدة الناس والتحدث، حتى أنني أتلعثم ولا أكمل الكلام فيضحك البعض علي، وأحس بعضلات الأرجل مهملة ولا تحملني رجلاي وترتبك يداي، حتى أنني لا أستطيع مسك أي شيء، وإنما ترتجف في يدي ويلاحظ الناس ذلك، وهذا في كل مقابلاتي مع الناس دائماً، وهذا هو حالي منذ صغري، ولا أستطيع مواجهة الناس خوفاً من التلعثم والارتباك الشديد، وقد مللت جداً ولا أدري ماذا أصنع؟!
أفيدوني وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه من أعراض الرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، والخوف الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يحدث في بعض المواقع الاجتماعية المعينة، وربما يكون الحالة قد بدأت منذ الصغر مع بعض الناس، حوالي 40-50% من الناس ربما تكون لديهم صعوبات في المواجهة منذ الصغر، ولكنه بالطبع يعتبر علة نفسية مكتسبة، وكل ما هو مكتسب يمكن أن يفقده الإنسان، بمعنى أن العلاج ممكن ومتيسر تماماً.
وأنا على ثقة أنك على اطلاع عن هذه الحالة، وحقيقة العلاج متوفر، وأهم شيء في العلاج هو أن تقتنع بأن ما تشعر به من تلعثم أو ارتباك شديد أمام الناس ليس كله حقيقة، هذا هو المهم جداً، فيتهيء للإنسان أو يتصور أنه سوف يسقط أمام الآخرين، أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، أو أنه مراقب ومرصود من الآخرين، وهذا ليس صحيحاً، وقد قام أحد علماء النفس بتصوير المرضى الذي يعانون من الرهاب الاجتماعي في مواقفٍ اجتماعية تتطلب المواجهة، وكان هؤلاء يعتقدون أنهم سوف يسقطون أو أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف، وبعد أن قام بعرض صور الفيديو عليهم اقتنعوا تماماً أن هناك مبالغة كبيرة في اعتقادهم حول تفاعلهم في هذه المواقف، فهذا أمر ضروري جدا؛ لأن تصحيح المفاهيم حول هذا القلق التوقعي في رأيي هو من الركائز الأساسية للعلاج.
والمبدأ الثاني هو أن تواجه، والمواجهة تنقسم إلى شقين: الشق الأول هو ما يعرف بالمواجهة في الخيال، ثم بعد ذلك المواجهة التطبيقية.
فأما المواجهة في الخيال فإنك تجلس يومياً لمدة 20 دقيقة إلى نصف ساعة في مكانٍ هادئ، وتتخيل نفسك أنك في مواجهة اجتماعية كبيرة، وأنك في وليمة كبيرة، وأنك أنت صاحب الدعوة، وتصور أنك تقوم بالصلاة بالناس في المسجد أو تقوم بخطبة الجمعة بعد أن غاب الإمام الراتب، فتصور هذه المواقف وعشها بخيال حقيقي إيجابي، فهذا التعرض في الخيال يساعد كثيراً، وعليك يومياً أن تنتقل من فكرة إلى فكرة أخرى، على سبيل المثال إذا تأملت اليوم في مواجهة الضيوف، تأمل اليوم الثاني أنك في مواجهة المسؤول، وأنك سوف تقدم مشروعاً لديه وهكذا.
إذن حاول أن تشكل وتنوع من التعرض في الخيال، ثم بعد ذلك أخي ابدأ في المواجهة الحقيقية، وأنت لم تتوقف عن ذلك حقيقة أكثر وأقصد أن تواجه ولا تتجنب، وأرجو أن تكثر من الزيارات وأن تكون دائماً في الصفوف الأمامية، واجعل لنفسك برامج يومية تقوم على المواجهة.
والشق الثالث في العلاج هو العلاج الدوائي، وتوجد الآن بفضل الله تعالى أدوية ممتازة جداً وفعالة لعلاج الرهاب الاجتماعي، وأفضلها عقار يعرف باسم زيروكسات، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10 مليجرام يومياً (نصف حبة) لمدة أسبوعين، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل، ثم بعد انقضاء الأسبوعين، ارفع الجرعة بنفس هذا المعدل، واستمر في رفع الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم أي أربعين مليجرام، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم ابدأ بعد ذلك في تخفيض العلاج بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عن تناوله.
فهذا الدواء من الأدوية الفعالة في علاج الرهاب الاجتماعي، وهو قليل الآثار الجانبية، وربما يؤدي إلى زيادةٍ بسيطة في الوزن، كما أنه ربما يؤخر القذف لدى الرجال بصورة بسيطة ومؤقتة جداً، إذن عليك أن تبدأ في تطبيق الإرشادات النفسية السلوكية السابقة وتناول العلاج الذي وصفته لك.
وبجانب الزيروكسات هناك أدوية أخرى أيضاً أثبتت فعاليتها في علاج الرهاب الاجتماعي، منها زولفت وكذلك سبراليكس وفافرين، فكلها أدوية جيدة وفعالة، ولكن الزيروكسات هو أكثر الأدوية التي تم بحثها وأثبتت فعاليتها.
أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية والمعافاة.
وبالله التوفيق.