من أضرار مواد التجميل
2007-06-28 09:11:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
المرأة والزينة مصطلحان متلازمان منذ انطلاقة حياة الأنثى كملازمة الزهرة لمصطلح الجمال، كيف لا وقد حبا الله تعالى المرأة برقة محفوفة بالجمال والزينة، وهي فطرة في أصل كينونتها وخلقتها، ولطالما أحبت المرأة أن تظهر في جميع أحوالها بكامل زينتها، فاستعانت بكل شيء من أجل ذلك، من وسائل وأساليب متعددة لتبالغ في إظهار خفايا وأسرار جمالها، فمن تلك الوسائل المساحيق ومستحضرات التجميل التي لا حصر لها في ألوانها وأنواعها وانتهاءً بماركاتها الغالية الثمن.. إلى أن وصل الحال بكثير من النساء لإجراء عمليات جراحية تجميلية الغرض منها الزينة، وإصلاح ما تراه ناقصاً في جمالها، والمرأة والحالة هذه هي الفرصة التي يقتنصها التجار من الأطباء وصانعي وسائل التجميل من خلال اهتمام المرأة المبالغ فيه لمصالحهم المادية.
من جهة أخرى أليست الزينة وسيلة للفت الانتباه واستراق الأنظار فيطمع الذي في قلبه مرض؟ ثم هل وقفت المرأة في تزينها عند حد باب بيتها فكانت تستعين بزينتها كسحر حلال لزوجها آسرة لقلبه مقيدة لهواه! فلمن تتزين المرأة اليوم لزوج هو الوحيد الأحق بها، أم لمجتمع بات الشكل فيه كل شيء؟ وما أثر زينتها على خروجها من بيتها وسفرها خارج ديارها؟ كيف نظرت الشريعة الإسلامية إلى هذه المسألة؟ بالتأكيد وضعت ضوابط وقواعد تسير عليها المرأة في التعامل مع زينتها وجمالها ولم تترك الطموح المتوارث لدى الأنثى في التشبث بزينتها من غير قيود تاركة لها الحبل على الغارب ومع تلازم اسم المرأة مع مصطلح الجمال يبقى السؤال لأصحاب الألباب المستنيرة والعقول الناضجة والإيمان الراسخ، أيهما الأولى في حياة المرأة جمال الشكل أم جمال الروح؟
-إذا سمحتم لي صديقة للموقع-
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aveen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس *** كقنديل على قبر المجوس
وجمال الجسد عمره محدود لكن جمال الروح بلا حدود، وكل أنثى جميلة بحيائها وحجابها وأنوثتها، والحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطاءها كانت عرضة للذباب والجراثيم.
وإذا تنازلت المرأة عن حجابها وحيائها كانت عرضة للأعين الجائعة، وفقدت قيمتها ومكانتها، وقد تجد من يثني على جمالها لكنها يصعب عليها أن تجد من يرضاها أماً لعياله وأمينة على فراشه، وإذا خرجت المرأة متبرجة وطاردت الرجال هربوا منها، وإذا تأبت وتسترت كانت مطلوبة عزيزة.
ولست أدري هل تعلم الصالحات أن مواد التجميل قد تصنع من أجنة بشرية ميتة أو من الصراصير، وقد يسهل على تجار المخدرات الدخول إلى هذا العالم، وهل تدرك الصالحات أن في مواد التجميل ما يسرع بقتل الخلايا ويتسبب في السرطانات التي تصيب الجلد .... وهل أدركت الفاضلات أننا نحارب في طعامنا وشرابنا ودوائنا؟ ولماذا لا تكتفي الصالحات بالمواد الطبيعية ... وليت كل امرأة تتزين تسأل نفسها لمن أتزين؟ وقد كان من أدب نساء السلف أنهن لا يتزين إلا للأزواج في حضورهم، ولذلك قالت الصديقة رضي الله عنها لزوجة عثمان بن مظعون لما رأتها متبذلة (أمشهد أم مغيب؟ يعني هل زوجك حاضر أم غائب فقالت: (مشهدٌ كمغيب) لأنه لا شأن له في النساء فرفعت عائشة رضي الله عنها الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له: ( أرغبت عن سنتنا؟ فقال سنتك أريد قال عليه الصلاة والسلام، فإني أنام وأقوم وأصوم وأفطر وأتزوج النساء .... ثم جاءت زوجته لعائشة وعليها آثار الزينة والخضاب فقالت لها عائشة مهيم! فقالت: أصابنا ما أصاب الناس، كما أن عائشة رضي الله عنها كان عندها ذوق رفيع وكان لها ثوب تستعيره نساء المدينة، ومن هنا يتبين لنا أن الإسراف مذموم وممنوع، والإسلام دين يلعن النامصة والمتنمصة، والواصلة والمستوصلة، والواشرة والمستوشرة، وقد ثبتت الأضرار الطبية للنمص.
والمسلمة تحتكم لشريعة الله في كل أمورها وأحوالها، ولا يخفي على أهل الإيمان إشراق الوجوه المؤمنة وظلمة وجوه أهل العصيان.
ونسأل الله أن يبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
وبالله التوفيق والسداد.