ما يقلل الآثار السلبية لوجود الخادمة مع الأبناء
2007-06-13 22:50:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عندي ولد له من العمر سنتان وسبعة أشهر تقريباً، وهو من النوع الذي يألف الناس بسرعة، حتى أنه عندما كان عمره تحت السنة كان يرضى أن يُحمَل من قبل أي شخص تقريباً، وهو الآن عندما نكون في الشارع وأحياناً في السوق فإنه يلوّح بيده للناس الذين لا يعرفهم، بل إنه يلوّح بيده ويسلّم حتى على السيارات أو القطط، وأنا أخشى أن يخدعه شخص ما، وإن كنت حريصة على إبقائه معي عندما نكون خارج البيت لكنني أخشى أن يحدث مثل هذا الأمر في المستقبل إذا دخل الحضانة أو المدرسة.
وسؤالي هو: كيف أحافظ على خُلُق ابني الأليف مع تعليمي إياه الحذر وعدم الذهاب مع أحد غيري أو أحد أفراد الأسرة؟ ومتى أسمح له بالخروج للعب مع أقرانه ضمن المجمع السكني وأنا مطمئنة عليه؟!
ثانياً: لي طفلة لها من العمر عشرة أشهر تقريباً، ومنذ قرابة شهر استقدمت خادمة لمساعدتي في شئون المنزل ورعاية الطفلين، وهي تقوم فقط بالأعمال المنزلية وتساعدني في إطعام الولدين واللعب معهما، وأنا أقوم بكافة حوائجهما الشخصية من استحمام ونحوه، وحتى طعامهما أعدّه بنفسي للاطمئنان إلى نظافة الأدوات وكمية الطعام، وقد لاحظت أن ابني بدأ يتعلّق بالخادمة، فمثلا عندما كنا في السوق وذهبت الخادمة لتحضر بعض الأغراض بكى ابني وصار يناديها، علماً بأنه متعلّق بي كثيراً وحتى عندما يكون معها يلعب وأدخل أنا إلى غرفة أخرى فإنه بعد دقائق يلحق بي وكأنه يطمئن على وجودي، وأنا أنوي إعداد رسالة الماجستير، وهذا يعني أن الوقت الذي ستقضيه الخادمة مع ولدي سيزداد، وإن كنت سأبقى على منهجي السابق مع تقليل وقت اللعب معهما دون إلغائه ومع إشرافي الدائم على الخادمة عندما تكون معهما خاصة، فهل أنا محقّة في تخوفي من تعلّق ولديّ بالخادمة؟ وما هي نصائحكم لي بالنسبة لهذا الموضوع؟ وهل من نصائح أخرى لتقليل مساوئ وجود الخادمة على تربية الأولاد؟
علماً أني دائماً أوجهها إلى استخدام الآداب الإسلامية معهما كالبسملة ونحوها، وأطلب منها تعويدهما على الاستئذان مني قبل فعل أي شيء.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما ظهر من تصرفات طفلك يدل على خير ونبوغ، فأكثري له من الدعاء وتوكلي على من يجلب الخير ويدفع الشرور، وحصنيه بالأذكار والتلاوة والدعاء.
وأرجو أن يعرف الجميع أن الطفل الذي يألف الناس ويقدم لهم ما عنده ويجمع ألعابه إذا حضر الصغار طفل يحمل ميولاً قيادية ومهارات اجتماعية نافعة، ونحن نحتاج في تلك الحالة إلى التشجيع ذلك مع ضرورة تحديد دائرة التعامل بحيث يكون تواصلنا مع الأسر الطيبة.
وأرجو أن لا تزيد جرعة الحماية والخوف فإن لها أثارا سلبية على مستقبله، وكم من طفل أصبح معاقا اجتماعياً بسبب الخوف الشديد عليه، والاعتدال هو المطلوب، ويفضل متابعته في أماكن الخطر، ولكن من على بُعد، مع ضرورة تنبيهه إلى أماكن الخطورة بلطف، حتى يدرك أن الشر موجود ولكنه قليل وسطحي ولله الحمد.
ولا شك أن وجود الخادمة له آثار سلبية ولكننا نقلل منها بتوفيق الله بما يلي:-
1- اللجوء إلى الحافظ العليم.
2- تحديد مهام الخادمة، ويفضل أن يكون شغلها بالغسل والنظافة والمشاركة في إعداد الطعام إذا دعت الحاجة.
3- حسن اختيار الخادمة ومراعاة الضوابط الشرعية عند التعامل معها.
4- الإحسان إليها وإنصافها.
5- تقليل أوقات الأطفال معها، والمباعدة بينها وبين الزوج.
6- القناعة بأنه لا يوجد من يسد مكان الأم.
7- منح الأطفال مزيداً من الاهتمام والحنان.
8- مراقبة تصرفات الخادمة مع الأطفال.
وقد أسعدني حرصك على السيطرة على الوضع، وأرجو أن تدركي أن مهمتك الأساسية هي رعاية أطفالك، وأن دراستك العليا يمكن أن تتم في مدة معقولة رغم قيامك بدورك في الإشراف والاهتمام والرعاية لأطفالك الذي يمرون بأهم سنوات العمر، وذلك لأن معالم شخصية الطفل تتشكل في المراحل الأولى من حياته، وأرجو أن يظهر دور الأب في الرعاية والتوجيه؛ لأن ذلك الأمر في غاية الأهمية، ولن تفلح التربية العرجاء، فليتق الله الأخوات والآباء، كما نتمنى أن يقوم الأخوال والأعمام بدورهم في حال غياب الآباء فإن مشاركة الرجل في التربية أساسية.
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.