عصبية فتاة
2007-04-04 10:06:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي مع ابنتي عمرها 14 سنة عصبية جداً، تثور على أتفه الأسباب، كثيراً ما تصرخ على إخوانها الأصغر منها إذا لم يعجبها أمر ما أو تريد شيئاً ولم يلبى لها، تكلم نفسها بصوت منخفض، وإذا سألتها ماذا تقولين ترد لم أقل شيئا؟ وهي ضعيفة دراسيا، ومهملة لا تبالي أو لا تحرص على الدراسة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
العصبية والتوتر في هذا العمر ربما تكون هي جزء من التغير النفسي والبيولوجي والوجداني والفسيولوجي الذي يحدث في هذه المرحلة العمرية؛ حيث إن هنالك عدم القدرة على التكيف لدى بعض الفتيات، ولكن بالطبع إذا كان الأمر بالشدة والتوتر الشديد وإذا كان الأمر أدى إلى خلل في حركة الأسرة وعمل الأسرة وكذلك المستوى الدراسي بالنسبة لهذه الابنة هنا لابد أن ينظر لهذا الأمر بدقة واهتمام أكثر، حيث إن الاكتئاب النفسي قد يظهر في هذا العمر في شكل عصبية وتوتر وفقدان الرغبة في عمل الأشياء ومنها التدهور الأكاديمي.
أنا لا أود الاستعجال مطلقاً، وأنا أقول أن هذه الابنة مكتئبة، ولكنَّ هذا شيء لابد من النظر فيه، ولابد من اعتباره، والذي أود أن أنصح به في هذه المرحلة هو:
أولاً: أن تكون هنالك توجهات وطرق تعامل معينة مع هذه الابنة:
1- فلابد أن تشجع تشجيعاً كثيراً بكل عملٍ أو قول إيجابي تقوم به؛ لأن ذلك سوف يشعرها بكينونتها ويساعد في تنمية شخصيتها.
2- بالنسبة للأشياء التي تقوم بها وتكون غير مرضية أرى أن يتم تجاهلها بقدر المستطاع خاصة الأشياء البسيطة التي يمكن التغاضي عنها وعدم الاهتمام بهذه الأمور السلبية البسيطة، فتجاهل هذه السلبيات البسيطة تؤدي إلى تلاشيها.
3- أن توبخ التوبيخ المعقول عندما تقوم بفعل سلبي واضح وكبير.
هذه هي المبادئ السلوكية الرئيسية، وبالطبع التغيير لا يحدث ما بين يوم وليلة، هذا التعامل السلوكي يجب أن يكون بنمط يومي وممارسة يومية، ولابد أن يكون هذا هو توجهك وتوجه والدها في نفس الوقت.
ثانياً: أرجو أن تشعر هذه الإبنة بأنها هي الكبرى وأنها ينظر إليها بكل إيجابية، وأرى أن تُعطى بعض المهام وأن تشاور في أمور الأسرة لأن هذا يؤدي إلى بناء شخصيتها بدرجة كبيرة.
وربما يكون من الأفضل أن تمارس أي نوع من الرياضة وتساعد في داخل البيت أو على نطاق المدرسة، فالرياضة دائماً تمتص العصبية والتوتر والقلق، وسيكون أيضاً من الجيد والمفيد لها أن تمارس أي نوع من تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس.
أما بالنسبة للضعف الدراسي فأعتقد أن العصبية والتوتر ربما ساهمتا في ذلك، وحين نغير من سلوكها بالطرق التي ذكرتها سابقاً هذا من المفترض أن يؤدي إلى تحسن أيضاً في أدائها الدراسي والأكاديمي، وأعتقد من الضروري أيضاً أن تساعد في إدارة وقتها؛ لأن من أكبر أسباب التدهور الدراسي هي فشل الطالب في إدارة وقته، فيمكن أن توجه في ذلك ويجب أن تخصص وقتاً للراحة ووقتا للرياضة ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للدراسة وألا تؤجل عمل اليوم إلى الغد... فهذه المبادئ الرئيسية جدّاً، وسوف يكون أيضاً من المفيد بالطبع أن تذهبي إلى المدرسة وتستفسري من المعلمات عن مصادر قوتها حتى تعملي على تنميتها ومصادر ضعفها في نفس الوقت حتى يتم استبدالها بما هو أكثر إيجابية..
أعتقد أن هذه المناهج هي المناهج الأساسية، وهذه الطريقة في العلاج في نظري سوف تكون مجدية ولكنها تتطلب الصبر بالتأكيد.
بالنسبة لكلامها مع نفسها بصوت منخفض فهذا في الغالب جزء من العصبية ومن التوتر وهو نوع من المخاطبة للذات، وهذا نشاهده في بعض الحالات، ولكن أيضاً هذا الأمر يجب أن يراقب في نظري لأنه في بعض الحالات ربما يتكلم الإنسان كنوع من الاستجابة لأصوات يسمعها، وهذا مستبعد جدّاً في حالة ابنتك ولكن أرجو أن تراقبي هذا الأمر، وإذا كان متكرراً وأصبح ملحوظاً وذلك بمعنى أنها تتكلم مع نفسها وكأنها تخاطب جهة ما ففي هذه الحالة أفضل بأمانة أن تعرض على الطبيب النفسي لأن في هذه الحالة سوف يكون التشخيص مختلفا من الحالة الاكتئابية أو التغيرات المرحلية العمرية.
كما ينبغي أن تحرصوا كذلك على اتباع الإرشادات التربوية الدينية السليمة، وأن يتم ربط فعلها بالثواب والعقاب من الله تعالى، وتعملوا على تنمية المراقبة الذاتية عندها وأن الله تعالى يراقبها ويسمع كلامها.
وعموماً بالصبر وبتطبيق الإرشادات السابقة سوف تتحسن أحوالها وتصبح أقل عصبية وأقل توتراً.
أسأل الله له الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.