أثر استخدام دواء السيبرالكس على القدرة الجنسية
2007-03-22 09:33:02 | إسلام ويب
السؤال:
مشكلتي أنني أعاني حسب وصف الطبيب من اكتئاب، وصرف لي علاج السيبرالكس 10 لمدة ستة أشهر، وأخذته وبالفعل حصل لي تحسن ملحوظ، وبعد الانتهاء من الستة أشهر؛ لي الآن شهر لم أستعمل العلاج إلا في بعض الحالات التي أضطر إلى أن آخذ نصف حبة، أي: 5 جرام عند اللزوم، أنا الآن أشعر بأنني بحاجة إلى العودة إلى هذا العلاج؛ لأن بعض الأعراض السابقة بدأت بالعودة منذ أن توقفت عنه، مثل الفزع والأرق، والخوف والتفكير غير الفعال، والعصبية الزائدة من أتفه الأشياء.
سؤالي: هل أستطيع العودة إلى هذا العلاج لأخذه مدى الحياة؟ أم أكتفي بأخذه عند اللزوم؟ وهل يكفيني عيار 5 جرام بدلاً من عيار 10 جرام الذي وصفه لي الطبييب أول مرة؟ وهل له تأثيرات صحية في حال الاستمرار عليه؟ أم أخذه لفترات معينة؟
ولدي استفسار آخر: لاحظت بعد التوقف عن العلاج تعطل ملحوظ في قدراتي الجنسية، أي أنني لا أستطيع المحافظة على الانتصاب، فهل للتوقف عن العلاج سبب في هذه الحالة؟ وهل هو مفيد للقدرة الجنسية لمن يعانون من الاكتئاب؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الآن التوجه العلمي يشير -حسب ما أثبته الكثير من الأبحاث العلمية النفسية المعتبرة- أن الإنسان إذا كان لديه الاستعداد لهذه الحالات النفسية من قلق وتوتر واكتئاب؛ فمن المستحسن أن يستمر على الدواء لمدة أطول، ففترة الستة أشهر لا تعتبر كافية بالنسبة لكثير من الناس، والحمد لله تعالى هذه الأدوية مثل السيبرالكس، والأدوية المشابهة له؛ هي من الأدوية الممتازة والسليمة والفعّالة جدّاً، ولا أرى بأسا أبداً في أن تستمر على هذا الدواء، مهما طالت المدة -سنة أو سنتين أو أكثر من ذلك- لا خوف من ذلك مطلقاً، فالدواء سليم وممتاز.
أنا لا أنصحك أبداً بتناول هذا الدواء عند اللزوم، هذا الدواء ليس مسكناً وليس مهدئا، هو يعمل على نظام بيولوجي وكيميائي يتطلب الاستمرار في الجرعة حتى يتم البناء الكيميائي الذي يفيد من الناحية العلاجية، فأرجو أن تأخذه بصورة مستمرة متصلة، كما أن جرعة الـ 5 مليجراما لا تعتبر جرعة كافية، فالجرعة الفعالة في هذا الدواء هي من 10 إلى 20 مليجراما، وأنت قد أكرمك الله تعالى واستفدت من جرعة الـ 10 مليجراما دون جرعة الـ 20 مليجراما، وفي رأيي أن تبدأ جرعة الـ 10 مليجراما، وتستمر عليها ولا بأس في ذلك أبداً.
عليك يا أخي أيضاً الاعتماد على وسائل العلاج الأخرى التي دائماً نوصي بها إخواننا وهي: الفعالية وتنظيم الوقت، والمثابرة والتفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على العبادات، وحلقات التلاوة، والإكثار من قراءة القرآن الكريم بتدبر، وبتمعن الأذكار... هذه كلها حقيقة ترفع من معدل الصحة النفسية الصحيحة لدى الإنسان، وهي تكملة للدواء، والدواء وحده لا يعالج الإنسان، نعم هذه الأدوية مفيدة، وهي نعمة كبرى من عند الله تعالى، ولكن لا بد أن نأخذ أيضاً بأسباب العلاج الأخرى، والوسائل الأخرى للعلاج.
بالنسبة لملاحظتك أنك بعد التوقف عن العلاج بأنه قلل من قدرتك الجنسية فهذه حقيقة ملاحظة مرتبطة بأن الأعراض النفسية قد عادت لك، والاكتئاب قد عاد لك؛ لأن الاكتئاب يعرف عنه أنه يقلل كثيراً من الرغبة الجنسية، وما ذكرته حقيقة أثبت عكس ما يشاع أن هذه الأدوية تضعف من القدرة الجنسية، فأعتقد أنه نوع كردة فعل نسبة لمعاودة الاكتئاب والقلق والتوتر وأصبحت أكثر حساسية، وأصبحت تراقب أداءك الجنسي مما أدى إلى هذا الضعف، فارجع إلى الدواء، وتناوله بالصورة التي كنت تتناولها، وأرجو أن تثق تماماً أن هذا الدواء بإذن الله سليم مهما طالت المدة.
الدواء فائدته فيما يخص القدرة الجنسية تتأتى من علاجه، وإزالته للاكتئاب؛ حيث إن الاكتئاب يعرف عنه تماماً أنه يضعف الرغبة والأداء الجنسي بصورة ملحوظة جدّاً، وأرجو أن أطمئنك مرة أخرى أن هذا الدواء (السيبرالكس) ليس له آثار سلبية، فقط ربما يسبب نوعا من عسر الهضم البسيط في بداية العلاج، ولذا ننصح بتناوله بعد تناول الطعام؛ حتى لا يظهر هذا الأثر الجانبي، وهنالك القلة القليلة ربما يشتكون من الضعف الجنسي، وأنت والحمد لله لم يحدث لك هذا.
الأعراض التي حدثت لك من خوف وفزع، وعصبية وأرق؛ هي حقيقة آثار انسحابية للدواء، وفي نفس الوقت ربما تكون آثاراً للقلق والتوتر والخوف الذي تعاني منه في الأصل، ولكن حين يوقف الدواء ويسحب بصورة ليست متأنية؛ ربما يؤدي إلى هذه الآثار التي ذكرتها في رسالتك.
أنا سعيد جدّاً أنك تتحسن بتناولك للدواء، وخلاصة الأمر أرجو أن تطمئن أن هذا الدواء سليم، ويمكنك أن تتناوله لأطول فترة ممكنة، وهنالك فلسفة عامة أن هذه الأمراض (اكتئاب، خوف، قلق، وساوس) هي في الحقيقة يجب أن تعامل وتعالج مثل الأمراض الأخرى؛ مثل حالات السكر والضغط، حيث أثبت تماماً أنه توجد بعض المكونات البيولوجية الكيميائية التي قد تسبب، أو قد تساعد أو تساهم في حدوث مثل هذه الحالات، والحمد لله أصبح العلاج الآن متوفرا، والإنسان الذي يحرص في علاجه إن شاء الله سوف يجني كل خير ويكون في صحة تامة.
وبالله التوفيق.