الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحتى نصل إلى التشخيص الصحيح، فهناك مراحل تبدأ بالقصة السريرية، ثم الفحص السريري ثم الاستقصاءات، ومنها الاختبارات المخبرية أو العينات أو التصوير أو غيره.
وأحياناً لا يمكن الوصول إلى التشخيص من القصة والفحص فلذلك لابد من الاستقصاءات المكملة للتشخيص.
إن تشخيص الأطباء هو المقدم، ولكن بسبب تضارب الآراء لابد من اختيار الأخصائي الأمهر ذي الخبرة والسمعة، والذي يعتمد على الوسائل التشخيصية والتي منها الخزعة الجلدية، وهي أخذ عينة جلدية بقطر بضع ميليمترات وإرسالها للمخبر للفحص المجهري، والذي في أغلب الأحيان يكون مشخصا
إن الوصف السابق يتماشى مع أكثر من شيء، ومن ذلك أولاً:
الكيسات الدهنية الصغيرة والتي تشبه الزيوانات، ولكنها بيضاء وقد تتوضع على المناطق المشعرة وغير المشعرة، وتزداد في المواضع التي يدهن عليها مراهم أو زيوت ولفترات طويلة كما يحدث عند عمال التشحيم أو التزييت، كما تزداد عند من عندهم القابلية لذلك ويستعملون الألبسة النايلون التي تحبس التعرق والإفرازات الدهنية فتظهر هذه الكيسات أو الزيوانات البيضاء.
فإن كان ما سبق صحيحا فالحل هو تجنب الأسباب، ثم الغسل بالماء والصابون واستعمال السائل المطهر مرتين يومياً مثل الإريثرومايسين، واستعمال كريم الترتينوين مرة مساء كل يوم، وقد يفيد فيها فيتامين الف ولكن على فترة طويلة
وما يتاشى مع ذلك هو وجود الشعرة في مركزها.
ثانياً:
المليساء السارية (موللوسكوم كونتاجيوزوم).
وهي عبارة عن مرض سببه فيروس وهو معدي وينتقل في الإنسان نفسه من موضع لآخر بالعدوى والتّماس، وقد ينتقل بين الناس، وما يتماشى معه أنه عند تفريغ الآفة تخرج مادة تشبه الجبن يتبعها نزف وتنتهي هذه الآفة من المرض ليظهر غيرها في موضع آخر، والحل إن كانت مليساء التبزيع وهي التفريغ أو التقاط هذه الآفات بالملقط وتفريغها، ولكن كلها في جلسة واحدة تكرر كل أسبوع على الأقل، وكذلك عند رؤية أي آفة (وقد يكون هذا متوافقاً مع رأي الطبيب الذي قال أنها بسبب جرثوم ويقصد الفيروس).
وقد تكون أوراماً سليمة لبعض ملحقات الجلد مثل الشعرة، ولا تشخص إلا مجهرياً، أو أنها التهاب الغدد العرقية القيحي، فتراجع استشارة رقم
23717 ولكنه ليس السبب الأرجح، أو أنها غير هذا وذاك وتحتاج للمعاينة والاستقصاء بيد خبيرة.
إذن هي:
إما مليساء والعلاج بالتخريب والتفريغ وهي تنقل العدوى، أو أنها كيسات وزيوانات وعلاجها كعلاج حب الشباب أو الاستئصال الجراحي أو التفريغ بخازع الزيوان بيد أخصائي مع استعمال التريتينوين وقد يكون للعلاج بالروأكيوتين أثر مفيد جداً لو كانت كذلك وهي على كل حال غير معدية، أو أنها مرض يحتاج إلى المساعدة المخبرية المجهرية للتشخيص.
ننصح بمراجعة طبيب أخصائي أمراض جلدية وننصح أن يكون أستاذا في كلية الطب لما يتميز به الأستاذ من منهج علمي سليم في الوصول إلى التشخيص مع مبرراته.
كما ننصح بشدة بعدم استعمال الأدوية بشكل اجتهادي أو فردي، بل كلها وفقاً لإرشادات الطبيب المتابع وعلى مسؤوليته.
وبالله التوفيق.