ما تأثير نزلات البرد على الصدر والقلب؟
2007-02-28 08:40:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، الوزن 56، الطول 172، أريد استشارتكم في أمر يؤرقني منذ مدة، فالأمر ابتدأ منذ شهرين، في أحد الأيام قمت كالعادة من السرير للذهاب إلى الجامعة لكني فوجئت بإحساس التعب الشديد، والإحساس بالدوخة عند محاولتي القيام، لازمت الفراش حتى اليوم الثالث، حيث أحسست في صبيحة ذلك اليوم بضيق في التنفس، وتسارع دقات القلب عند محاولتي القيام.
ذهبت إلى الطبيب بعد الفحص ومشاهدة جميع الأعضاء على سكانر التلفاز، وقياس الضغط، وفحص عينة للبول، أخبرني بأن كل شيء على ما يرام، فقط مصاب بنزلة برد، وانخفاض في الضغط، ووصف لي مجموعة من الأدوية التي تابعتها لمدة شهر، وخلال هذا الشهر كنت كل صباح أعاني من صعوبة في القيام، حيث عندما أقوم كنت أحس بالتعب الشديد والرغبة في الجلوس، لكن بعد ذلك أكمل اليوم بشكل عادي، لكن في الأيام الأخيرة وبعد رجوع الضغط إلى حاله الطبيعي أحس بضيق في التنفس، وألم خفيف أو وخز يزول ويعود في الجانب الأيسر للصدر، أو بالأحرى تحت القلب.
مع العلم أني قمت بإجراء صورة الصدر التي أظهرت أني مصاب بنزلة برد، ووصف لي الطبيب على إثرها دواءين أحدهما مكتوب عليه الآفات الحادة والمزمنة للجهاز التنفسي، والنوبات الحادة للالتهابات القصبة والرئة المزمنة، مع العلم أني لا أسعل، والمخاطات الأنفية عادية، وإفرازات البلعوم تكون بيضاء، المشكلة ليست هنا! بل في دقات القلب التي بدأت تقلقني ففي حالة الجلوس تكون حوالي 60 في دقيقة، وبمجرد الوقوف تتحول ما بين 75 و 100 فهل لهذا علاقة بنزلة البرد؟
مع العلم أن حالة ضيق التنفس بدأت تزول شيئاً فشيئاً مع آلام بسيطة في وسط الصدر والجانب الأيسر منه، أحس بها عادة عندما أكون مستلقياً أو نائماً مع إسهال أصابني الأيام الأخيرة، وإحساس بالتعب منعني من مزاولة أنشطتي، وخاصة الرياضية منها.
أعتذر عن طول هذه الرسالة التي كتبتها ولكن القلق يقتلني خاصة عندما أفكر في طول مدة هذه الحالة التي ستقارب الشهرين.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة أنا أتفق مع طبيبك أنك ربما تكون قد أصبت بنزلة برد، ويعرف أن نزلات البرد ربما يعقبها نوع من الضيق والقلق النفسي، وهذه العلاقة معروفة لدينا تماماً وتحدث 30 إلى 40% من الذين تحدث لهم هذه النزلات خاصة التي تسببها الفيروسات.
والقلق الذي حدث لك فيه نوع يعرف (النفسوجسدية) خاصة آلام الصدر التي تعاني منها، وهذه الآلام بالطبع جعلتك مشغولاً بأمر القلب وأمراضه مع أنك لم تفصح بذلك، ولكن هذا هو الذي قد نلمسه في رسالتك.
أرجو أن أؤكد لك أن هذه الحالة حالة قلقية 100%، وهذه الآلام التي تأتيك في الصدر ما هي إلا تقلصات عضلية.
بالنسبة للتذبذب الذي يحدث لك من نبضات القلب حين تكون في حالة الاسترخاء بأن تكون 60 نبضة وترتفع إلى 75 إلى 100 حين تكون واقفاً، فهذا بالطبع أمر طبيعي جدّاً بالنسبة للأشخاص الذين يكون ضغط الدم لديهم يميل إلى الانخفاض، واتضح الآن أن ضغط الدم المنخفض يعتبر أمراً صحيا، ولا شك أن الأعمار بيد الله، حيث أن الأبحاث أثبتت أن الأشخاص الذين لديهم انخفاض نسبي في ضغط الدم يعيشون أكثر من غيرهم لأنهم أقل عرضة لأمراض فشل وأمراض الكلى والقلب، فأرجو ألا تنزعج لهذا الأمر أبداً، بل هو إن شاء الله فيه إيجابية.
ومن الضروري أيضاً ألا تراقب نفسك كثيراً، فدائماً الإنسان حين يقوم بقياس ضغط الدم أو النبض ويظل يكرر ذلك عدة مرات يدخل نفسه في حلقة مفرغة، ويؤدي ذلك إلى مزيد من القلق والتوتر، وكذلك أيضاً يكون هذا الإنسان أكثر يقظة فيما يخص وظائف أعضائه وجسده الذي ينتج عنه قلق من نوع جديد.
أرى أنك سوف تستفيد كثيراً بقيامك بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة خاصة رياضة المشي؛ لأنها سوف تكون ذات فائدة عظيمة لك، هذا أولاً.
ثانياً: حين تكون في وضع استرخائي وتريد أن تقف مستقيماً عليك أن تقوم بذلك ببطء، اجلس مثلاً على حافة السرير لمدة نصف دقيقة أو دقيقة، ثم يمكنك بعد ذلك أن تنهض بصفة كاملة، هذا أفضل كثيراً.
ثالثاً: أنت سوف تستفيد جدّاً للأدوية المضادة للقلق خاصة فيما يخص هذا الضيق وهذه الآلام التي في صدرك وكذلك الإسهال الذي أصابك، والعقار الذي أود أن تتناوله يعرف باسم فلونكسول، وهو من الأدوية الجيدة جدّاً، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنه.
إذا لم تتحسن بصورة جيدة ولم تلاحظ بوادر تحسن من بداية العلاج (أسبوع) يمكن أن تضيف عقاراً آخر يعرف باسم بروزاك، وهو يعتبر دواء معروف وجيد ويساعد في حالات القلق أيضاً، وهو دواء في الأصل علاج لحالات الاكتئاب، ولكن يعرف عنه أنه يساعد في مثل هذا النوع من القلق الذي تعاني منه، جرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم، يمكنك أن تتناوله لمدة ثلاثة أشهر وأنت لست في حاجة لأن تتناوله لأكثر من ذلك.
أرجو أن تنظم الوقت لديك، خذ القسط الكافي من الراحة، مارس الرياضة كما ذكرت لك، هذه أمور أساسية ورئيسية جدّاً، وأرجو ألا تتردد كثيراً على الأطباء.
بالنسبة للجهاز التنفسي من الواضح أن كل شيء على ما يرام، وما تبقى من أشياء بسيطة ما هو ناتج عن إصابتك بالبرد.
وختاماً: أقول لك أن هذه حالة قلق وتوتر ما بعد الالتهاب الفيروسي الذي أصاب الجهاز التنفسي، -وإن شاء الله- باتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك سوف تجد نفسك إن شاء الله في صحة جيدة.
أسأل الله لك العافية والمعافاة.
وبالله التوفيق.