القدرة على الجمع بين مسؤوليات البيت والزوج والإبداع في الهوايات الشخصية هو عين التميز
2007-02-18 10:12:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك الله جهودكم ونفعنا بكم، أما بعد:
أنا ولله الحمد إنسانة أحب أن أتعلم وأن أبحث وأستفيد، ونتج عن هذا أنني تعلمت الكمبيوتر والإنترنت وأحفظ القرآن وأشارك في جلسات نسائية وكذلك في منتديات، بالإضافة إلى كوني أماً وزوجة.
والمشكلة أنني أعمل في هذه الأمور ولا أحس أنني أبدع أو أتميز في شيء واحد، بل في كل شيء أكون عادية، وأنا أريد التميز، بالإضافة إلى أنني أشعر بأن وقتي مشتت بين كل هذه الأمور، وأحاول أن أشغل نفسي بأشياء مفيدة بدلاً من أن يضيع وقتي فيما لا ينفع، خاصة أني أعيش في الغربة، فأرشدوني.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تقومين به هو التميز بعينه، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، وقد أسعدتني فكرة السؤال، وأعجبني هذا الطموح، وتمنيت لو تفكر أخواتنا بهذه الطريقة، فنحن في زمان الطبخ والغسل بالآلات، وفي أيام وجود الخادمات، حتى ترهلت من الكسل أجساد الزوجات، وعم الخمول والكسل فزادت الأمراض والآفات.
والزوج يفرح بالمرأة التي تسره إذا نظر بحسن حركتها وبروعة نشاطها في طاعة ربها واهتمامها بزوجها وولدها.
وقد أحسنت فالوقت نعمة ومسئولية، ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، نصفها عن الوقت وهي قوله صلى الله عليه وسلم: (عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه)، فهنيئاً لك بتوفيق الله، وشكراً لك على استخدام أوقاتك في تطوير قدراتك وفي حفظ كتاب الله.
ولا شك أن في ترتيب الجهود وتنظيم الأوقات وتحديد الأهداف القريبة والبعيدة عون للإنسان على التمييز أكثر وأكثر، ومفتاح ذلك كله بعد توفيق الله هو إدراك الإنسان لمواهبه الخاصة التي وهبه الله.
ومما يعينك على مزيد من التميز ما يلي:-
1- اللجوء إلى من بيده التوفيق والنجاح والفلاح.
2- البداية بالمهم فالأهم، ولا شك أن حفظ القرآن ودراسة السيرة وتصحيح العبادة من أهم الأولويات، ثم تنطلق المسلمة في المجال الذي تجد نفسها فيه، ونقصد بذلك خدمة الإسلام ونفع المسلمين، ونحن نحتاج لمبدعات ومتميزات، خاصة في المجالات التي تحتاجها المرأة المسلمة حتى نستعين بكوادرنا المؤمنة الماهرة على أعدائنا.
3- تحديد الهدف.
4- التدرج في الوصول إلى الهدف.
5- معقولية الهدف وذلك بأن يكون مناسباً للقدرات والملكات.
6- سلوك الوسائل الصحيحة للوصول إلى الهدف.
7- عدم الاستعجال، فإن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى، والمتسابق الناجح يبدأ السباق بخطوات معقولة من أول السباق وحتى آخره، وقد يزيد من جهده في اللحظات الأخيرة، بخلاف من يبدأ بحماس وعجلة فإنه يسقط من الإعياء وتهلك دابته.
8- الصبر ولا يمكن أن يتحقق بنجاح أو فلاح بدون الصبر.
9- بذل الأسباب ثم التوكل على الوهاب واللجوء إلى وهب الفلاح.
10- تقوى الله والبعد عن معاصيه فإن الذنوب تحرم صاحبها الرزق والخير.
11- بر الوالدين وأداء الواجبات والإحسان إلى الضعفاء وأصحاب الحاجات، ليكون في حاجتك رب الأرض والسموات.
فاستعيني بالله وعليه فتوكلي، وإذا صعب عليك أمر فاستغفري الله، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومرحباً بك في الله، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده وعباده.
وأكرر شكري على السؤال وأقول: (على قدر أهل العزم تأتي العزائم)، (وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام).
وبالله التوفيق والسداد.