ارتعاش الشفتين وانقطاع النفس أثناء الغضب وعلاجه
2007-02-01 13:21:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندما أبدأ بالغضب والعصبية تبدأ شفتاي بالارتجاف، وأحياناً ينقطع نفسي ولا أستطيع الكلام إلا بعد أن أرتاح، فهل من دواء يفيدني؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الغضب والعصبية قد يؤديان إلى أعراض جسدية لدى بعض الناس، ومن هذه الأعراض هي – كما ذكرت – الارتجاف والشعور بانقطاع النفس، وحقيقة الغضب هو طاقة نفسية قد تحدث للبعض، وبالتأكيد هو أمر ليس مرغوباً فيه في جميع الحالات، ولكن قد لا يسهل تجنبه، فالإنسان يغضب من أجل الحق وهذا أمر محمود، والإنسان يغضب إذا انتهكت حرمات الله، ولكن في أمور الدنيا الأخرى العادية لابد للإنسان أن يقلل من هذا الغضب، وأن يأخذ الأمور بسهولة أكثر وعدم استعجال، ولابد للإنسان حين يغضب أن يتذكر ربما تبدر منه بعض التصرفات التي قد يندم عليها، ولابد للإنسان ألا يجعل الغضب سمة من سماته وأحد شمائله، أي لا يجب أن يكون الواحد منا يُشار إليه دائماً بأنه يغضب وأنه عصبي ويثور.
قبل أن أطلعك على الدواء فهنالك أدوية كثيرة جدّاً والحمد لله، لابد أولاً أن تنفس عن نفسك، بمعنى لا تترك الأشياء البسيطة وما تسمعه من الآخرين يغضبك؛ لا تتركه يتراكم، حاول أن تخرجه وأن تنفس عن نفسك، وهذه وسيلة علاجية علمية، يجب أن تعبر عن نفسك في نفس الوقت في حدود الذوق العام وما هو مقبول.
يمكنك أن تقوم بعمل نوع من السيناريو بأن تتفكر في موقف غضبت فيه غضباً شديداً وكان هذا الغضب ناتجا من أمر سمعته من أحد الأخوة؛ هنا تذكر أن وسيلة التعبير بصورة لا يشوبها الغضب، نعم كن حازماً في ردك عبر عن نفسك ولكن في حدود الذوق، عيش مثل هذه المواقف الخيالية، وعش حالة الغضب ومعالجته خياليّاً بالصبر وبالتعبير عن الذات، هذا أولاً.
ثانياً: يجب أن تتذكر ما ورد في السنة المطهرة، إذا انتابك الغضب لابد أن تستغفر وتستعيذ بالله من الشيطان، وتأخذ هذا الأمر بجدية، ويا حبذا لو توضأت وغيرت مكانك، فهذه أمور وردت في السنة وهي مجربة ومعروفة ومفيدة، عليك أن تجعلها واحدة من الوسائل العلاجية والتي يجب أن تأخذ الأولوية لديك.
ثالثاً: عليك بممارسة الرياضة، الرياضة بالالتزام ومن أجل إزالة الغضب، فهذه أيضاً وسيلة علاجية معترف بها وقد أثبتت نجاحها، خذ الأمر بجدية، أي نوع من الرياضة، وأفضلها هي رياضة المشي بسرعة وبخطوات عسكرية أو الجري، كلها تفيد، ويجب ألا تقل مدة الرياضة عن 30 إلى 40 دقيقة بمعدل ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، ويا حبذا لو كان يوميّاً.
رابعاً: هنالك ما يعرف بتمارين الاسترخاء، أنت ذكرت أنك تشعر أن نفسك ينقطع عندك، وهذا صحيح يحدث مع التوتر والقلق، وهذا نعالجه بتمارين التنفس الاسترخائي، استلقي في مكان هادئ، تأمل في شيء جميل، أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، تأمل أنك في حالة استرخاء، ثم بعد ذلك خذ نفساً عن طريق الأنف ويجب أن يكون بشدة وبطء وعمق، املئ صدرك وبطنك بالهواء، ثم اقبض على هذا الهواء لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بنفس البطء والقوة ويجب أن يكون عن طريق الفم، كرر ذلك عدة مرات وسوف تجد أنه مفيد جدّاً.
ويمكنك أيضاً أن تتحصل على أحد الكتيبات أو الأشرطة التي تفيدك بكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة؛ حيث أنه يوجد تمارين أخرى كثيرة تتعلق بالمجموعات العضلية، هذه الإرشادات مهمة جدّاً إذا اتبعتها سوف تجد أن الأمر قد تحسن كثيراً.
أما بالنسبة للأدوية فتوجد أدوية كثيرة، كل الأدوية التي تعالج الاكتئاب والقلق والتوتر هي في الحقيقة مفيدة جدّاً لعلاج مثل حالتك، هنالك دواء بسيط يمكن أن تبدأ به يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
إذا لم تتحصل على الموتيفال سيكون الطفرانيل بديل مناسب، وجرعته هي 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 25 مليجرام صباحاً ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم خفضه إلى 25 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنه.
وهنالك علاج آخر يعرف باسم فلونكسول أيضاً مفيد، وجرعته هي حبة واحدة (نصف مليجرام) صباحاً ومساء لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة لمدة شهرين، وهنالك دواء آخر يعرف باسم هلوبريدول، وهذا الدواء له استعمالات كثيرة ولكنه أيضاً يفيد أيضاً في حالات الغضب، والجرعة المطلوبة في هذه الحالة هي جرعة صغيرة جدّاً وهي نصف مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف مليجرام يوميّاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.
أخي أنت لست بحاجة لاستعمال كل هذه الأدوية ولكن واحد منها سوف يكفيك ويساعدك بإذن الله.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء وأوصيك بألا تغضب .. لا تغضب.
وبالله التوفيق.