كيفية ترتيب الوقت والأولويات لتحضير بحث الماجستير
2007-02-04 11:13:04 | إسلام ويب
السؤال:
لقد أعجبني هذا الموقع كثيراً، وأراحني كثيراً، فأسأل الله لكم التوفيق والنجاح.. اللهم آمين.
أنا طالبة ماجستير في السنة التحضيرية، وأعاني من مشكلة أنني لا أعرف من أين أبدأ في الرسالة؟ وضعت الخطة مع الأستاذ وأحالني للعديد من المصادر والمراجع، ولكنني لا أعرف كيف أقرأ لأستخلص المعلومة المفيدة، وكيف أقرأ وأدون المعلومة، وقد قرأت الكثير من الكتب في مناهج البحث، ولكن لا أجد ضالتي، فأرجو من المجيب التوضيح، وخصوصاً أن اليأس والملل والضيق بدأ ينتابي بشكل جعلني أفقد السيطرة على وقتي، وأصبح يضيع في التنقل من كتاب إلى كتاب، ومن بحث إلى بحث، أي التشتت.
أرجو أن تخبرني كيف أبدأ؟ ومتى أبدأ؟ وما هي الوسائل للبداية الصحيحة؟
وشكراً جزيلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك قد انتهيت –بتوفيق الله - من الخطوات الصعبة والتي تتمثل في تحديد الموضوع، ووضع الخطة، وموافقة المشرف على كل ذلك، وقد عاونك تحديد المصادر والمراجع، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.
ولا داعي للانزعاج، فإن الأمر يسير ولن تخسري من تنقلك بين المراجع والمصادر، ولكن نتمنى أن تكون إلى جوارك كروت وأوراق وحبذا لو كانت ملونة، وجعلت لكل باب من الأبواب لونا معينا، فإذا وجدت من خلال نظرك في الكتب فكرة تخدم بحثك سارعت إلى تدوينها في تلك الكروت التي ينبغي أن تحددي فيها اسم الكتاب والبيانات المتعلقة به، كاسم المؤلف وسنة الطبع ومكانه، فإذا فرغت من هذه المرحلة تبدأ مرحلة الصياغة النهائية لتلك الأفكار والمعلومات والربط بينهما، مع ضرورة ظهور شخصيتك من خلال الإضافات والاختيارات الموفقة لأقوال العلماء، وذلك لأن البحث الناجح هو الذي يضيف جديداً أو يختصر مطولاً ويوضح غامضاً أو يجمع مفرقاً.
وإذا انتهيت من فصل أو باب فيمكن عرضه على المشرف بعد مراجعته وتكرار قراءته، والأمر أيسر مما تتصورين، ولا شك أنك قادرة على إتمام البحث بسهولة ويسر، فلا تنزعجي من تضارب الآراء العلمية أو اختلاف من ألفوا في مناهج البحث، فإن في ذلك رحمة وسعة، وأرجو أن تستفيدي من البكور وتتوجهي لربك الغفور.
وأرجو أن تكوني عملية، ونتمنى أن توقفي القراءة في مناهج البحث، وتسارعي بالبداية في الكتابة، وسوف تشعرين بعد ذلك بسهولة الموضوع، واعلمي أن المهم من مناهج البحث هو معرفة الأسس المتفق عليها في البحوث العلمية، وأهم الأشياء المطلوبة قد فرغت منها بعد تحديدك للموضوع، ووضعك للخطة، ووصولك إلى المراجع والمصادر، فاستعيني بالله وتوكلي عليه.
ولا يخفى عليك أن مقدمة البحث تشتمل على أهمية الموضوع وسبب اختياره وموقع البحث بين الدراسات، وهذا تقفين عليه من خلال النظر في الدراسات المشابهة والغربية، ثم خطة البحث التي تحددين فيها منهجك في الدراسة كأن تقولي سوف أضع الآيات في كذا، والأحاديث يبن قوسي صغيرين، وسوف أعرف بالعلم لأول مرة، ولن أعرف بمن هو معروف إلى غير ذلك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، فإنه لا سهل إلا ما يسره، وحبذا لو وجدت من تعاونك من الأخوات فإن المسافة بينك وبينهن أقرب.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبا وذنبك.
وأن ينفع بك البلاد والعباد.
وبالله التوفيق والسداد.