الخجل مع الانفعال في الكلام
2007-01-10 12:58:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعاني من الرهاب منذ أول سنة في دراستي الجامعية، واستخدمت الزيروكسات واستمريت عليه 6 سنوات، ولكنني عانيت من انعدام الرعشة الجنسية، وأيضاً برود جنسي ونوم يستمر إلى 18 ساعة متواصلة، قمت بتخفيض الجرعة من حبة إلى نصف حبة لكن لم أستفد منها، وذهبت إلى مستشفى الحمادي في الرياض وقام بوصف زيروكسات سي ار ولكن لم أستفد منها، وبعدها ذهبت إلى طبيب آخر وقام بوصف افكسور 37 ونصف حبة زيروكسات، واستمريت عليها وكانت الفائدة بسيطة، ولكن تكون ملامح الخجل واضحة علي، والانفعالات في الكلام تكون واضحة، حيث أشعر بثقل في شفتي، وأحياناً احمرار في الوجه.
وبعدها قمت باستشارتكم - يا دكتور - وقمت بوصف الايروركس ولم أستفد منه بتاتاً " وبعد المعاناة ذهبت إلى طبيب آخر وقام بوصف فافرين وافكسور 150 وعانيت من انعدام الرعشة فأخذت الفافرين مع الافكسور 37 ولكن تغير الملامح أثناء الكلام أزعجني فقررت السفر من الرياض إلى الدمام لتعلم للاسترخاء لعله يفيد، ولكنني لم أستفد منه، يا دكتور أليس هناك علاج نهائي للذي أنا فيه؟
لقد تعبت جداً لدرجة أني لا أستطيع وصفها، أليس هناك علاج للرهاب دون التأثير على علاقتي الزوجية من النواحي الجنسية، والخلاص من معاناة تغير الملامح سواء عند الكلام أو عندما يسألني أحد أو عندما أصلي؟ وأشعر أن أحداً ينظر إلي، أحاول أن أغطي فمي كي لا يظهر علي الخجل والتوتر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الفاضل! من أسوأ الأشياء التي قد تكون معيقة فيما يخص الرهاب أو الخوف الاجتماعي، أو الحالات النفسية المشابهة، هو التفكير السلبي، والاستسلام له.
كثيراً ما يركز بعض الإخوة على الأدوية فقط، ولا يهتمون كثيراً بالجوانب السلوكية العلاجية الأخرى، بالرغم من أنها تمثل ركيزة أساسية ومكملة للعلاج الدوائي.
إذن أخي عبد الله، يجب أن لا تتضايق، يجب أن لا تحس بالسأم واليأس، وعليك أن تتأكد أن هذه الحالات يمكن أن تعالج تماماً، فقط هي تتطلب العزيمة، تتطلب الإصرار، تتطلب أن يبني الإنسان في داخله وفي وجدانه عزيمة وإصرار وإرادة التحسن.
إذن أخي عليك بالتمسك بذلك، وعليك بالقيام بالعلاجات السلوكية، عليك بمواجهة الخوف، بمواجهة الرهاب، باختراقه، بتحقيره، بعدم التجنب، كن مقداماً في كل ما تحس أنك غير مطمئن فيه، أو أنت تحس بالخوف فيه، هذه المواقف تواجه بهذه الآلية، ويمكن أن تكون المواجهة في الخيال، ولكن يجب أن يكون خيالاً مكثفاً وخيالاً عميقاً، وقريباً إلى الحقيقة من الخيال، أي تصور الموقف الاجتماعي بكل قوة، وبكل تمعن، ويجب أن يكون هذا التمعن لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، تصور أنك في موقف اجتماعي صعب، عش هذا الموقف بكل تفاصيله، كرر ذلك يومياً، وستجد إن شاء الله أن الخوف والرهاب أصبح يقل بالتدرج .
الآلية الثانية التي يجب أن تفهمها أخي الفاضل هي أن معظم أعراض الرهاب والخوف الاجتماعي هي في الحقيقة مبالغ فيها، هنالك تجارب علمية أثبتت ذلك بما لا يدع مجالاً للشك أن الإخوة والأخوات الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي تتعقد حالاتهم وأحوالهم وأمورهم لأنهم يتصورون الأعراض بصورة مجسمة ومفخمة، هنالك من يعتقد أنه يرتعش أمام الآخرين، أو يعتقد أنه سوف يسقط، أو أنه يتلعثم في الكلام، أو أنه سوف يصاب بذبحة قلبية ...وهكذا .
هذه المشاعر أخي ليست حقيقية بالرغم من اعترافنا أن المخاوف هي أمر مزعج، ولكن بالتأكيد هي ليست خطيرة؛ إذن أخي هذه أسس أساسية جداً في العلاج عليك أن تتفهمها .
هنالك الآليات الأخرى مثل تمارين الاسترخاء لها قيمتها العلاجية، وأنت ذهبت للدمام لتعلم الاسترخاء، وأنا أعتقد أن الاسترخاء وتعلمه أمر بسيط جداً، ولكن يتطلب المداومة، يتطلب الالتزام، ويتطلب أن يشعر الإنسان بقيمته العلاجية، إذا لم نشعر بقيمة الأشياء لا نستفيد منها كثيراً .
أخي! لا تتوقف عن تمارين الاسترخاء، صدقني أنها جيدة، وأنت حين تستمر في ممارستها سوف تكون مجيداً لها، وهذا بالطبع سوف يتأتى بقيمة علاجية أكبر .
أخي! الرياضة بكل أنواعها تعتبر جيدة جداً، خاصةً الرياضة الجماعية، حيث يحدث التمازج والتفاعل مع الآخرين بصورة غير مباشرة، وهذا في حد ذاته يقلل الخوف والرهاب.
حضور المحاضرات، المشاركة في حلقات التلاوة، خاصةً حين يجالس الإنسان إخوة أفاضل، هذه - إن شاء الله - يزيل الخوف ويزيل التوتر، أرجو أن لا تهمل مطلقاً هذه الآليات العلاجية، وأنت بفضل الله معلم، والمعلم من مهامه المواجهة.
تذكر دائماً أنك تقوم بواجباتك، تذكر دائماً أنك يجب أن تلقي الدرس على التلاميذ وعلى الطلاب، هيئ نفسك وتصور أنك تلقي هذا الدرس على مجموعة ضخمة من الناس من علية القوم، تصور ذلك، هذا إن شاء الله يعطيك الشعور بالإقدام ويقلل من الخوف والرهاب .
بالنسبة للأدوية، أخي الأدوية حقيقةً هنالك الآن أبحاث كثيرة جداً حيالها، وشركات الأدوية تأتي لنا من وقتٍ لآخر بإثباتات ذلك لابد أن نقتنع بها، ولكن الأدوية في حد ذاتها تختلف في تفاعلها من إنسان إلى آخر.
هنالك شروط أساسية ليستفيد الإنسان من الدواء، وهي الالتزام بالجرعة، وأن يتناول الجرعة الصحيحة في وقتها، وأن يصبر على الدواء، بعض الأدوية تتطلب مدة من البناء الكيمائي قد تكون هذه المدة طويلة حتى يجد الإنسان ثمارها.
بالنسبة للتأثير الجنسي السلبي، هذه الأدوية التي ذكرتها قد ذكر أنها ربما تؤدي إلى بعض المصاعب الجنسية، ولكن هذه المصاعب الجنسية في جملتها تتلخص في تأخير القذف لدى الرجال، والأبحاث لا تميل أبداً على أن هذه أدوية تؤثر على القوة الجنسية أو الرغبة الجنسية، ولكن تخوف الناس وما علق في أذهانهم من أنها تؤدي إلى الضعف الجنسي في رأيي هو الذي أدى إلى الصعوبات الجنسية التي يعاني منها بعض الناس.
أخي، إذن أرجو أن تأخذ هذه الإرشادات وأن تطبقها.
من ناحية الأدوية ربما يكون الفافرين هو الدواء الذي يعتقد أنه لا يؤثر جنسياً وهنالك دواء آخر يعرف باسم (Wellbutrin) ويسمى أيضاً بـ(Zyban) هذا العقار هو مضاد للاكتئاب في الأصل ويستعمل أيضاً لمساعدة الأشخاص المدمنين على التدخين .
هنالك إشارات تدل أنه ربما يساعد أيضاً في المخاوف والهرع الاجتماعي وهو يعرف عنه أنه لا يؤثر أي تأثير سلبي جنسي، بل على العكس تماماً، يعتقد البعض أنه ربما يحسن من الرغبة والأداء الجنسي .
أنا أميل لأن تتناول الفافرين، وتناوله بجرعة صحيحة، ابدأ بـ50 مليجرام، بعد الأكل ليلاً، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة واجعلها 100 مليجرام يومياً، ثم بعد أسبوعين آخرين ارفعها إلى 200 مليجرام، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة، أو تتناولها كجرعة مقسمة، 100 مليجرام في الظهر، و100 مليجرام ليلاً .
ولا تيأس - يا أخي - ربما تأتي الفعالية العلاجية بعد شهرين أو ثلاثة .
إذن استمر والتزم على الدواء حتى يتم البناء الكيميائي، هذا أمر ضروري جداً، وهذا الدواء من الأدوية السليمة جداً، ولا يسبب أي آثار جانبية مزعجة.
مدة العلاج في مثل حالتك أرى أنها يجب أن لا تقل عن عامٍ كامل، بعدها يمكن أن يخفض الدواء .
أما إذا أردت استعمال الدواء الآخر وهو الـ((Wellbutrin)) فجرعته هي 150 مليجرام صباحاً ومساء، ويوجد منه مستحضر يفرز فرزاً بسيطاً في الدم، ويعرف باسم (XR) هذا النوع يؤخذ بجرعة 300 مليجرام كجرعة واحدة، حبة واحدة (300) مليجرام من الدواء بطيء الإفراز، ومدة العلاج يجب أن لا تقل عن ستة إلى تسعة أشهر .
كما ذكرت لك أنا أكثر ميولاً للدواء الأول، وهو الفافرين، مع الالتزام الكامل بتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة .
أخي، أرجو أن لا تنزعج، أرجو أن تكون متفائلاً، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، وتجاهل هذه الأعراض البسيطة، مثل أنك حين تصلي، تشعر أن أحداً ينظر إليك، أرجو أن تستعيذ بالله من الشيطان، وأن لا تشغل نفسك بهذه الأمور، ولماذا تخجل؟ لماذا تتوتر؟ أنت بحمد الله رجل لك مهنة شريفة جداً، مهنة تتطلب المواجهة، وأنت تقوم بعمل جليل، فكر في هذه الإيجابيات، وإن شاء الله سوف تجد أن الأمور قد تحولت بصورةٍ مريحة بالنسبة لك .
ختاماً : أسأل الله لك الصحة والعافية والمعافاة والشفاء.
وبالله التوفيق.