الطفل كثير الحركة
2007-01-10 11:17:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندي مشكلة تكمن في أولادي التوأم حسن وإبراهيم، فالأول حاد المزاج جداً ويحب الحركة كثيراً، والثاني أقل منه، وعمرهم الآن 9 سنوات، وهذا أثر سلباً عليهم في المدرسة ودائماً يشكون منهم من كثرة الحركة في الصف وعدم التركيز، ويريد حسن اللعب مع أخيه دائماً، وإذا هدأ حسن فالجميع يهدؤون، وهو دائماً يضرب إخوته.
كيف أستطيع أن أتعامل معهما؟! لأن هذا يؤثر على أخيهم الأصغر منهم -عمره خمس سنوات- فهو يريد أن يقلدهم في كل شيء!!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يبارك لك في حسن وإبراهيم وفي أخيهم الصغير، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ومرحباً بك في موقعك مع آباء وإخوان يتمنون لك ولأولادك الخير والنجاح.
وأرجو أن يعلم الآباء أن المشكلة في الطفل الذي لا يتحرك ولا يركض ولا يلعب فهو الذي يبحث له عن العلاج وننزعج له، وهذا خلاف ما هو مفهوم عند الناس، فلا داعي للقلق وسوف يعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي بحول الله وقوته.
ونحن نتمنى أن تتاح لهم فرص اللعب في المنزل، فإن حرمان الطفل من الحركة واللعب في المنزل يدفعه للتعبير عن ذلك في الخارج، ومن الخير لنا جميعاً إعطاء أطفالنا هذه الفرصة، بل ومشاركتهم في اللعب وإبعاد كل ما فيه خطورة من طريقهم، مع ضرورة العدل بينهم وكثرة الدعاء لهم وتشجيع كل سلوك إيجابي عندهم، وزيادة جرعة الإشباع العاطفي لهم، والمسح على رؤوسهم وملاطفتهم وعدم إظهار العجز عن إصلاحهم، فإن ذلك يدفعهم لمزيد من التمرد والتمادي، وأرجو أن تشارك الوالدة في التوجيه، وأن تحرص على أن تصطحب الكبار معك إلى المسجد حتى تعزلهم ولو لبعض الوقت عن أخيهم الأصغر.
كما نتمنى أن تكونوا على صلة وتنسيق مع إدارة المدرسة وتوحيد الإرشادات المقدمة لهم.
وأما بالنسبة لمستوى التركيز فسوف يتحسن بالتشجيع بعد توفيق السميع، وسوف يزداد عندما يعرفوا قيمة وحلاوة النجاح، ويتذوقوا مرارة الفشل.
وأرجو أن يسمعوا منكم ما يدل على حبكم للنظام والهدوء، وتقديركم للطفل الذي لا يعتدي على إخوانه وزملائه، ولا مانع من أن تقولوا :حسن، ممتاز، إذا ترك ضرب الأطفال، وإبراهيم ممتاز إذا سمع الكلام، والصغير ممتاز إذا ترك البكاء، وبهذه الطريقة يفرح الجميع، ونكون قد وصلنا إلى ما نريد وعززنا السلوك الإيجابي ونبهنا على الجوانب السلبية، ولعل من المفيد جداً الثناء عليهم أمام زملائهم وأمام من يحبونهم من الأهل.
واعلموا أن أطفالنا يتأثرون بنا، وأن طاعة الله والحرص على الحلال خير معين على صلاحهم بعد توفيق صاحب العظمة والجلال.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والعيال، وأن يلهمنا الرشد ويبلغنا الآمال.
وبالله التوفيق والسداد.