كيف أتخلص من الإرهاق النفسي كي أستعيد قدراتي الدراسية؟
2023-03-22 03:19:34 | إسلام ويب
السؤال:
أنا بعمر 24 سنة، في عمر 22 سنة أصيب رأسي بحالة إجهاد شديد، نتيجة كثرة الدراسة، وبسبب ذلك أصبحت أعيش دائماً في ظل ضغوط كبيرة، وأعيش حالة من الخوف والرهبة، وذلك مثلاً لعدم قدرتي على إعداد الامتحانات، وأثناء إعلان نتيجة هذه الامتحانات، وأثناء نشر النتائج في آخر العام، وأثناء إعداد أعمال يطلبها الأساتذة، وأكون عاجزاً عن إنجازها بشكل جيد وإتمامها، إلى آخر ذلك من الضغوط النفسية.
تكرر ذلك أثناء بحثي عن مشروع التخرج، حيث كنت خائفاً من أن لا أكون في المستوى، وأن أتعرض للانتقاد والإهانة من قبل المشرفين علي.
بقيت تلك الحالة من الخوف والرهبة بعد أن بدأت في مشروع التخرج، لكني وجدت مردودي في الدراسة ضعيفاً جداً، ولم يكن السبب هو رأسي، بل كان السبب هو الإرهاق النفسي بسبب تراكم الضغوط والتوتر النفسي لمدة طويلة ومتواصلة، فالتجأت إلى الدعاء والصلاة، وكنت أعرف أن الحل هو في أن أظل مرتاحاً لمدة طويلة بعيداً عن ضغوطات الدراسة والعمل، لكن الوقت لم يعد يكفيني لفعل ذلك.
رجائي هو: أن تدلوني على وسائل تمكنني من التخلص بسرعة من هذا الإرهاق النفسي الشديد؛ كي أستعيد قدرتي على الدراسة، ولكم الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تعاني منه من إرهاقٍ نفسي مع توتر ربما يكون ناتجاً عن القلق، وحقيقة هذا يُعالج أولاً بالدعاء، فعليك أن تستعيذ بالله من الكسل ومن الهم والغم، وهذا أمرٌ ضروري، وأعتقد أنها ستكون أفضل بداية لمعالجة حالتك.
ثانياً: عليك بتذكر أهدافك في الحياة، فأنت - ولله الحمد - في مقتبل العمر، وحين تضع أهدافاً واضحة في الحياة، وتتذكر أننا نعيش الآن في عالم تنافسي جداً، وأن البقاء هو للأصلح، وأن التسلح بسلاح العلم والدين هو أفضل الأسلحة التي يستطيع الإنسان أن يقاوم بها ولا يستطيع أحد أن ينزعها منه مطلقاً؛ هذا يفيدك كثيراً.
إذن: ضع هدفاً وحاول أن تصل إليه بتطبيق الآليات المتاحة بالنسبة لك، وأنا على ثقة كاملة أن هذه الآليات كثيرة جداً وأهمها الثقة بالنفس، وألا تتردد وألا تساوم نفسك، وألا تطيع الكسل.
ثالثاً: عليك أن تضع برنامجاً يومياً يكون مبنياً على فن إدارة الزمن، وقسِّم يومك، وابدأ بصلاة الفجر ثم انطلق، ولا تجامل نفسك ولا تتردد، وأقْدِم بقوة وشجاعة.
رابعاً: عليك بممارسة الرياضة، فقد وجد أنها تفجر الطاقات الإيجابية وتمتص الطاقات السلبية، وهي دافع للنشاط الذهني والنشاط الجسدي، ويجب ألا تقلل من ممارستك للرياضة عن أربعين دقيقة في اليوم، وأنت شاب - ولله الحمد - وتستطيع أن تقوم بالكثير.
خامساً: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وكن منضبطاً، وكن صارماً مع نفسك في هذا السياق.
كذلك لا بد أن تخصص أوقاتاً للترفيه، فهذا من حقك، وقسم اليوم – كما ذكرت لك – وكن مجيداً في إدارة الزمن (وقتًا للقراءة، ووقتًا للعبادة، ووقت للتواصل الاجتماعي، ووقتًا للراحة، ووقتًا للترفيه) فهذه الطريقة ستكون مفيدة جداً بالنسبة لك.
من الآليات المفيدة أيضاً أن تصطحب معك من تثق فيهم من أصحاب العمل الصالح، والصحبة الطيبة، والأشخاص الذين لديهم الدافعية، والأشخاص الذين لديهم الدافع للنجاح، فحاول أن تزاملهم وترافقهم وتصاحبهم وتتخذ منهم أخوة صالحة وقدوة حسنة.
لا شك أن التجاءك للدعاء وللصلاة هو أمر عظيم، فالصلاة تدعونا دائماً لأن نعمل ولأن نكون فعالين، ولا تنظر للأمور بسلبية، فالضغوط موجودة في الحياة لكل إنسان، والضغوط تسبب القلق، فالقلق طاقة للنجاح، ويجب ألا يكون طاقة للفشل.
إذا كنت تحس بتوتر وقلق شديد مع هذا الإجهاد فلا مانع أن تتناول أحد الأدوية التي تعطي الدافعية، وتزيل القلق والتوتر، وإن كان هنالك أي مزاج اكتئابي سيختفي أيضاً، ومن الأدوية الجميلة العقار الذي يعرف باسم بروزاك، فهو دواء معروف ومشهور وممتاز جداً، يمكن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام يومياً بعد الأكل، واستمر في تناوله مدة ثلاثة أشهر؛ وستجد فيه -إن شاء الله- خيراً ونفعاً كثيراً.
أرجو أن تكثر من الدعاء، وكوِّن عندك العزيمة والتصميم، وأنا على ثقة أنك لديك القدرة على النجاح، وحسِّن لديك إرادة الإقدام والنجاح وسوف تنجح.
وبالله التوفيق.