ما الواجب تجاه الأم المقاطعة لولدها لغير سبب في ظل رفضها وسائط الإصلاح؟
2006-12-28 07:33:19 | إسلام ويب
السؤال:
عشت أنا وأمي المطلقة حياة كلها مشاكل، فقد عاشت في منزل أخيها الأصغر، وكان هناك كثير من المشاكل بينهم، وكانت تطرد من المنزل كثيراً، وأنا معها، ونعود بعد توسط الأقرباء، وهكذا، ثم نقلنا لمنزل خالي الثاني وتوالت المشاكل هناك أيضاً، مما جعلني ألتحق بإحدى الكليات المتوسطة وأختصر الوقت، وقامت بعد تخرجي بسنة بتزويجي، وبعد زواجي بشهر تقريباً طردت من منزل أخيها أيضاً، وجاءت عندي ولم ترد البقاء، فكانت تبحث لي عن المشاكل، فتم استئجار منزل لها بالقرب من منزلي، ونقلت هناك وعادت علينا مشاكل كل الفترات السابقة مع زوجتي وأهلها ومقاطعة أغلب إخوانها وأخواتها، فأمي لا تغفر لنا حتى تجاوزاً بسيطاً.
جعلت والدتي أول اهتماماتي، أجبرت زوجتي على تحملها وكانت لها نعم البنت، وبشهادة أقاربي، وبعد أن أنجبت ثلاثة أطفال بأكثر من 12 سنة قامت أمي بتغيير قفل الباب وطردتني من منزلها ولم تجعل لي أي طريقة للاتصال بها، وقام أقاربي للتوسط بيني وبينها ولم تفلح واسطاتهم، علماً بأنني أقوم بتسديد جميع طلباتها المالية إلى الآن ولا أستطيع الاتصال بها، وأشعر بالذنب للأنني لا أرى أمي التي تبحث عن حقوقها فقط، وأنا لا أمانع أبداً بعدم إعطائها الحقوق، ولكنها تجبرني على عدم أخذ رضاها، فمهما عمل الولد فإن قلب الأم رحيم به، وأنا لا أجد ذلك القلب الرحيم.
بعد محاولات الأقرباء أخبروني بتركها إلى أن (يحلها الله من عنده)، وفقدنا الأمل بالرجوع لوالدتي، وأعيش بألم شديد وصراع مع النفس قد يؤثر على حياتي الزوجية، علماً بأن والدتي الآن تعيش حياتها طبيعية، فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abususan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك تؤجر على صبرك على الوالدة وتؤجر على محاولاتك في القيام بدورك، ونحن نحب أن نسجل إعجابنا بما تقوم به ونبشرك بأن الله سبحانه لا تخفى عليه خافية، ولا يلام من أدى ما عليه حتى ولو لم يسمع كلمات الرضا؛ لأن الله سبحانه عدل رحيم، ولذلك قال سبحانه بعد آيات البر بالوالدين: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورً)، [الإسراء:25]، وقال أهل التفسير: هي في الإنسان يؤدي ما عليه ومع ذلك لا يجد الرضا من والديه.
وأرجو أن تكرر المحاولات وتوفر لها كل الاحتياجات وتشجع زوجتك على مواصلة ما تقوم به من الخير وإظهار النوايا الطيبة والمشاعر النبيلة تجاه والدتك واشكرها على ذلك.
ونحن في الحقيقة نتمنى أن يواصل أهل الخير والفاضلات جهودهم في الإصلاح، ونسأل الله أن يوفق الجميع إنه كريم فتاح.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، فإن الله يتولى أهلها وييسر أمورهم، ويجعل لهم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً، وعليك بالصبر فإن الله مع الصابرين، ووسع دائرة إحسانك للناس، فإن الله يحب المحسنين، والتمس لوالدتك الأعذار فقد كانت المعاناة طويلة، والأزمات عليها متتابعة، وكل ذلك له من الآثار ما الله به عليم.
ونحن نوصيك باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء سبحانه، وعليك بالإلحاح في الدعاء مع اتخاذ الأسباب التي يمكن أن تؤلف قلبها، وعليك بتكرار المحاولات، وأرجو أن تصلح علاقتك برب الأرض والسموات.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
والله الموفق.