علاج الوساوس النفسية
2006-12-06 12:50:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي الحقيقية بدأت منذ سنوات عندما أصبت بمرض الكبد (ب) فزادت مشاكلي النفسية بسبب عدم تقبلي للواقع، فزادت وساوسي ومشاكلي النفسية التي ظهرت على السطح، عموماً حدثت مشاكل في العمل مع سهولة الإيحاء، فإن كان بإمكان أي شخص الإيحاء لي بأمر غير حقيقي فأعيش في شعور بالذنب أليم لطبيعة مرضي.
وكنت أعاني من وساوس بغيضة، حاولت التخلص منها فلم أستطع، ذهبت إلى طبيبة فصرفت لي أنفرانيل أحسست بتحسن خفيف لمدة ثلاث سنين، وكنت آخذ معه بكمبلكس وعلاجاً للكبد حبة يومياً، زفيكس (لا مفودين) وتركت العمل وذهبت لعمل آخر، وفشلت فيه لوساوسي، بينما الذي يضايقني سهولة الإيحاء، والآن أنا عاطل عن العمل، اطلعت على استشارتكم الطيبة واستخدمت البروزاك حبة صباحا، وزيروكسات حبة مساء، وشعرت بتحسن رائع، لولا أن البروزاك سبب لي طفحا جلديا فتركته، وأنا الآن آخذ ثلاث حبات من الزيروكسات، ولا يمكن أن أصف لك مدى التحسن الذي أشعر به، فقد صرت أخرج من وحدتي قليلاً، وتحسن مزاجي كثيراً، علماً أن هناك الكثير الذي أريد أن أخبرك به، وأحس أني لم أقل لك ما أريد.
عموماً أنا جامعي لم أعمل بتخصصي، أكبر إخوتي، معزول اجتماعياً، الآن وضعي المادي سيئ، سوداني مقيم في الطائف، أصبت في السابق بصدمات عاطفية، عموماً يمكنك أن تصيغ السؤال بأفضل من ذلك، ولا تتصور كم استفدت من استشارتكم، وأنا بحاجة ماسة لخبرتكم، فهل أواصل على العلاج؟ وهل يمكن أن تهاتفني على رقمي هذا كي أشرح لك أكثر؟ وصدقني - يا دكتور - أنا بحاجة إلى نصائحكم، خدمة شخصية منكم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولن أخفي عنكم شيئا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تود أن تشرحه لنا قد وصل تماماً، وقد تفهمناه تماماً، وأسلوبك ليس بالركيك، وأرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، ولا تنظر لنفسك بهذه السلبية، هذا إطار من الأطر العلاجية المهمة جدّاً، وهو الثقة بالنفس، وبالمقدرات التي يتمتع بها الإنسان، والحكمة الطبيبة النفسية، تقول أن الإنسان لابد أن يفهم ذاته، ويقبل ذاته، ثم بعد ذلك يسعى لتطوير ذاته، وهذا هو المطلوب.
المخاوف تعالج، وكذلك الاكتئاب يمكن أن يعالج، في حالات المخاوف والوساوس لابد من مقاومتها، ولابد ألا نعطيها قيمة حقيقية، أي لابد أن نحقِّرها، ما تستطيع أن تقوم به وأنت في وضع ذهني سليم ومسترخي تستطيع أن تقوم به أيضاً إذا كنت قلقاً ومتوتراً، إذن الأمر يتطلب الإرادة والإقدام.
أرجو أن تقوم باستبدال كل فكرة وسواسية أو فكرة مخاوف بالفكرة المضادة لها، هذا مهم جدّاً، واغرس الفكرة البديلة، وعمِّقها وعشها في وجدانك، هذا يمثل جزءا كبيراً جدّاً من العلاج، أرجو أن تكون حريصاً عليه مثل حرصك على تناول الدواء.
لا شك أن الزيروكسات من الأدوية الممتازة والمفيدة جدّاً، إلا أنه من الأدوية المكلفة نسبيّاً، فأسأل الله أن ييسير لك الأمر، وأن تستطيع الحصول عليه، وأن تجد العمل الذي يناسبك.
أرى أن حبتين من الزيروكسات في اليوم – 40 مليجرام – ستكون كافية جدّاً في حالتك، والزيروكسات يتمتع بشيء آخر وهو أنه دواء سليم ولا يؤثر سلباً على الكبد، وفي اعتقادي أن هذا أمر هام جدّاً في حالتك؛ لأن السلامة لابد أن تقرن بالفعالية بالنسبة للأدوية.
لدينا تليفونك ونسأل الله أن ييسر أمر الاتصال بك، ونصيحتي لك هي نصيحة كل أخ لأخيه وهو أن نكون حريصين على الالتزام بعقيدتنا وعباداتنا، وأن تكون متفائلاً ومتواصلاً مع إخوتك وأصدقائك، وأن تبحث عن عمل ولا تستسلم أبداً، وسل الله تعالى دائماً أن ييسر لك أمر الرزق والعمل.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأؤكد لك أن رسالتك ليست ركيكة، فمضمونها واضح جدّاً، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق.