كيفية الوصول إلى رضا الأب بعد غضبه

2006-11-29 11:54:04 | إسلام ويب

السؤال:
لقد مررت بظروف وكانت هناك مشاكل بيني وبين أبي، مع أني أحبه وأحترمه، وأضع مالي بين يديه، وأحن عليه، وإذا كان مريضاً أكون بجانبه، إلا أني ذات مرة أخطأت وكنت غاضباً، فقلت له: (إنك لا تهتم لأمري وحرمتني في صغري)، ومن يومها كرهني، وأحاول أن أتقرب منه لكني أعرف أنه ما زال حاقداً علي، أعرف حجم غلطتي، أشعر بالذنب الكبير، ولقد تنكدت حياتي، وأصبحت لا أبالي بالعبادات لأني أعرف أن الله لن يرضى عني مهما تقربت منه ما دام أبي لن يرضى عني، أريد أن أصلح الوضع.

أرجوكم دلوني كيف أجعل أبي يرضى عني وينسى ما فات؟

وشكراً لكم سلفاً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يجزيك عن أهلك خير الجزاء، وأن يشرح صدرك للطاعة والعبادة، وأن يرزقك الاستقامة على دينه.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن الذي ذكرته من حقد والدك عليك بسبب الكلمة التي قلتها أعتبر أنه من أبعد الأمور عن الواقع، فلو قلت: إن الذي يحقد عليك هو أخوك أو عمك أو صديقك لقلت ممكناً، أما أبوك أو أمك فهذا في حكم المستحيل بكل المقاييس؛ لأن الأب والأم هما الوحيدان اللذان يتمنيان لأولادهما أن يكونون أحسن منهما.

وفي المثل العامي (أدعو على ولدي وأكره من يقول آمين)، فإحساسك بحقد والدك عليك هذا وهم لا أساس له من الصحة مطلقاً حتى ولو فعلت ما فعلت؛ لأن عاطفة الأبوة هي أعظم وأقوى عاطفة، وهي الوحيدة التي لا تنشأ من مصلحة ولا تتوقف على مصلحة، فالأبوان يقدمان حياتهما لأولادهما بدون مقابل ويفنيان أعمارهما من أجل إسعاد أولادهما.

ولكن الذي أعتقده -وهو الحق- أن والدك غضبان منك؛ لأنه نظر إلى حال ضعفه ومرضه فشعر بأنك تعاتبه أو تمن عليه فأثر فيه كلامك؛ لأن منزلتك عنده عالية، ولذلك أثرت فيه كلمتك هذا الأثر البليغ، ومن هنا أقول لك: إن الحل الوحيد الذي لا حل سواه أن تتقدم الآن إلى والدك فتقبل رأسه ويده وقدمه، وتطلب منه العفو والسماح، وتعتذر عما بدر منك.

وأنا واثق من أن ما في نفسه سيزول فوراً، ولن يكون له أي أثر بعد ذلك إن شاء الله، وسله الدعاء بالتوفيق والسداد وسعة الرزق، واجتهد في إكرامه والإحسان إليه، وإياك ثم إياك أن تسمعه أي كلمة تؤلمه بعد ذلك؛ لأنه لن يدخل الجنة عاق لوالديه، واعلم أن ما تقدمه لوالديك الآن سوف يقدمه لك أولادك مستقبلاً -إن شاء الله تعالى-.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والدعاء، وإياك وترك الصلاة مهما كانت الظروف.

www.islamweb.net