نصيحة لمن أصيبت بحالة من الاكتئاب بسبب فشل الخطوبة
2006-11-02 09:22:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي صديقة عزيزة علي جداً وهي أيضاً تبادلني نفس الشعور، وهي الآن تمر بظروف صعبة جداً عليها، إذ أن خطوبتها قد فسخت والسبب يرجع إلى أهلها، وهي الآن نفسيتها سيئة للغاية، وأرى أنها تمر بحالة اكتئاب لا أدري مدى شدته، فهي ترفض التحدث مع أي أحد ولا تريد أن ترى أحداً أيّا كان هذا الشخص، وترفض الذهاب إلى الأماكن التي يكثر بها الناس حتى لا تراهم كالمسجد لأداء صلاة التراويح.
وهي الآن ترفض التحدث معي أيضاً، وتقول لي كل واحد يتصرف في مشاكله ولا تريدني أن أسألها حتى (كيف حالك)، وهي تقول أنها كرهت كلمة (كيف حالك)، أريد أن أساعدها وأخفف عنها لكنها ترفض ذلك وبشدة، وترفض زيارتي لها، وقد استئذنتها في ذلك أكثر من مرة ولكنها ترفض بحجة أنها لا تريد أن ترى أحدااً، وعندما أصر عليها وأقول لها أني قادمة إليها تقول لي أريد أن أنام الآن، وفعلاً أتصل على أهلها فأجدها نائمة فترة طويلة، ولقد مر على حالتها هذه أربعة أشهر وهي دائمة البكاء وعصبية المزاج جداً، بعد أن كانت على العكس تماماً، ولا أدري كيف أساعدها؟ ولا كيف أخفف عنها ما تعانيه؟
أرجو الرد بأسرع وقت ممكن، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكراً لك على هذا الوفاء، وأرجو أن تكثري لصديقتك من الدعاء، واطلبي منها الرضى بالقضاء، والصبر على ما تظنه بلاء، وربما كان في الذي حصل الخير؛ لأن مخالفة الأهل من سوء الأدب والجفاء، وقد تجد المرأة زوجاً بل أزواجاً ولكنها لن تجد بديلاً عن الآباء والأشقاء، ومرحباً بك وبصديقتك في موقعكم وبين الأخوات والآباء، ونسأل الله أن يردها إلى رشدها ويدفع عنها السوء والفحشاء ويقدر لها الخير ويكتب لها السعادة والهناء.
وأرجو أن تعلم هذه الأخت أن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً أبتلاه، فمن رضي فله الرضى وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، فسبحان من لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
وليت هذه الأخت تعلم أن البكاء والحزن لا يرد مفقوداً، ولست أدري لماذا رفض أهلها، فعليها أن تلتمس لهم الأعذار، وإنه ليؤسفنا أن نقول أن بعض الشباب والفتيات يمضي مع عواطفه المحرمة في الخفاء حتى تتمكن مشاعر الود في النفوس، فلا يستطيعوا بعد ذلك أن يتحملوا الصدمات الحاصلة من جرّاء رفض الأهل، لأنهم في تلك الحالة لا يفكرون بعقولهم، وإنما يندفعون وراء عواطفهم العواصف، وليس في ذلك أدنى مصلحة؛ لأن الأمور تتكشف لهم بعد الزواج، وياحبذا لو أدرك الشباب أن الزواج يحتاج إلى تعقل ورويّة؛ لأن مشوار الحياة الزوجية طويل ومليء بالأفراح والأتراح والآمال والآلام.
ومع ذلك فنحن ندعوك للاهتمام بأمرها وتذكيرها بربها، وتخويفها من اعتراضها، وتحذيرها من نتائج الجزع والبكاء، وكيف يترك الإنسان الصلاة والطاعات لأجل ذهاب عريس، وماذا لو مات ذلك الزوج المنتظر، وليتها علمت أن الله تبارك وتعالى قد يمنع الإنسان من شيء يحبه لمصلحته: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))[البقرة:216].
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والصبر، وقد أحسن من قال :-
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد.
ونسأل الله أن يسهل أمرها وأن يقدر لها الخير حيث كان ثم يرضيها به.
وبالله التوفيق والسداد.