علاج الوسواس القهري ومتلازمة توريت
2006-10-21 15:29:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
حضرة الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم.
لك جزيل الشكر مني على تفضلكم بالإجابة الوافية على استشارتي السابقة بخصوص مرضي الوسواس القهري ومتلازمة توريت اللذين أعاني منهما منذ سنوات الطفولة الأولى. أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم الحساب.
ما دام أفضل علاجين لحالتي -كما تفضلتم في الاستشارة السابقة- هما الفافرين (فلوفوكسامين) والأوراب (بيموزايد)، أود أن أسأل السؤالين التاليين:
1- ما هي أفضل جرعة آخذها من الفافرين لعلاج الوسواس القهري، حيث أني أخذت جرعات مختلفة، ويقال إن أقل جرعة كافية هي 100 ملغ في اليوم، وهناك من يقول إنه لا يكون فعالاً في علاج الوسواس إلا بجرعة 150 أو 200 ملغ في اليوم ؟ وحالياً آخذ 50 ملغ في اليوم لتجنب النوم الكثير والخمول الزائد، وكنت قد أخذت في السابق جرعات عالية وصلت حتى 300 ملغ وهي الأعلى، وقد شفيت كثيراً بحمد الله من الأفعال القهرية وجزء كبير من الأفكار الوسواسية.
فما رأيكم؟
ونفس السؤال أسأله عن الأوراب هل 2 ملغ في اليوم كافية أم لابد من الزيادة ؟ علماً بأن حالتي في حركات توريت اللا إرادية شديدة جداً وبمجرد ما أقطع الدواء يعود كل شيء كما كان في السابق في موضوع الحركات ؟
2- كم يلزمني من الوقت للشفاء التام -إن شاء الله تعالى- في حالتي ؟ علماً بأني أخذت هذين الدوائين منذ سنة ونصف وحتى الآن. وهل الشفاء التام والاستغناء عن الأدوية في المستقبل ممكن، أم أني سآخذ هذه الأدوية طيلة عمري ؟
وتفضل حضرة الدكتور بقبول خالص الشكر الجزيل مقدماً والدعاء لكم على تفضلكم بالإجابة الوافية عن هذه الاستشارة مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مناف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وعلى ثقتك في استشاراتها وما تقدمه.
بالنسبة لجرعة الفافرين، هذا أخي سؤال طيب وممتاز جدّاً، نحن نقول: إن الجرعة الفعّالة للوساوس القهرية هي من 100 إلى 300 مليجرام، في الحالة الأولى – وهي حالة العلاج المكثف – حين يكون الإنسان يعاني من الأعراض في شدتها تكون الجرعة عالية، وهذه الجرعة العالية ترفع بالتدرج.
أنا لدي مرضى ممن يتناولون 200 و300 مليجرام، ولكن ليس لفترة طويلة، أعطي هذه الجرعة لفترة شهرين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك أعطي الجرعة الوقائية وهي تتراوح من 100 إلى 200 مليجرام في بعض الحالات.
إذن أخي أرجو أن تتبع هذا النمط، وكل شيء ما بين 100 إلى 300 مليجرام في اليوم يعتبر هي جرعة جيدة وممتازة.
أما بالنسبة للخمول والتكاسل التي تعاني منه، فصدقني أنه سوف ينتهي بالتدرج، أي استمرارك في الدواء سيكون هو المفتاح لإزالة هذا العرض، ويمكن أن تأخذ الدواء أيضاً كجرعة ليلية واحدة، لا مانع أن تأخذ 200 مليجرام ليلاً، ليس هنالك أي خطورة، كما أن ذلك بالطبع سوف يقلل إن شاء الله من الخمول في أثناء النهار.
أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، الجزء المتعلق بالأُوراب، والأوراب من الأدوية المفيدة جدّاً – كما ذكرنا – لعلاج متلازمة توريت، والأوراب يعطى بجرعة واحد مليجرام إلى 8 مليجرام في مثل هذه الحالات، ونحن نقول أن الإنسان حين يستجيب على جرعة أقل هذا هو المطلوب.. أنت ـ الحمد لله ـ استجبت بصورة جيدة على 2 مليجرام في اليوم، وهذا أمر جيد ـ ولله الحمد ـ والشكر على ذلك وعلى كل نعمه.
وكما ذكرت لك هنالك من يتعاطى 4 أو 6 أو حتى 8 مليجرام، ولكنك الحمد لله أنت لست في حاجة لذلك.
أخي: سأكون صادقاً معك، متلازمة توريت تتطلب علاجاً لفترة طويلة قد يمتد لسنوات، هذا أرجو ألا يشعرك باليأس؛ لأن الدواء الذي تتناوله هو دواء بسيط وهو الأوراب، وأنت قد جربت أنك حين توقفت عن العلاج أصبحت الأعراض تعاودك مرة أخرى، فإذن أخي لا توقف علاجك، هذه نعمة من نعم الله، والحمد لله ما دام هنالك داء وهنالك دواء، فعلينا أن نأخذ بهذا الدواء ونفعه إن شاء الله، خاصة أن الدواء لا يسبب آثاراً جانبية كثيرة.
أما بالنسبة للوساوس القهرية، فإن شاء الله لن يتطلب العلاج لفترة طويلة، نقول أن علاجه قد يكون لمدة سنة، وهذا ليس بالوقت الطويل.
إذن يمكنك الاستغناء عن علاج الوساوس القهرية، ولكن بالنسبة متلازمة توريت نصيحتي لك أن تستمر على علاجك، ولا داعي أن تعاني من الأعراض ما دام هنالك وسيلة للتخلص من هذه الأعراض، وفي هذه الحالة هي الدواء.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.