علاقة أحلام اليقظة بالقلق
2006-10-21 01:54:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أعزب، عمري 31 سنة، لدي عدة مشاكل نفسية:
1- أنا خجول ولا أستطيع التحدث أمام مجموعة من الناس، حيث أرتبك وأتلعثم.
مثال: كنت في دورة تابعة للعمل حضرها وفود من جهات كثيرة وكان مطلوباً منا في بداية الدورة أن يقوم كل شخص بالتعريف بنفسه وذكر بعض المعلومات عنه، ولما وصلني الدور ذكرت ذلك بصعوبة بالغة ربما لم يلاحظ أحد ذلك، ولكني كنت أتلعثم قليلاً وضاعت الأفكار مني، فلم أقل كل المعلومات وقلت ما استطعت وسلمت الميكرفون لزميلي الذي بعدي على عجل.
2- أنا أتكلم بسرعة كبيرة حتى أنه أحياناً لا يكون كلامي واضحاً ولا ألاحظ ذلك إلا إذا سجلت كلامي بواسطة وسيلة تسجيل وسمعته، أجده سريعاً جداً.
3- إذا تحدثت إلى أي شخص فإني لا أستطيع النظر إلى عينيه بل أنظر إلى شفتيه، وإذا حاولت النظر إلى عينيه، فإني لا أستطيع الاستمرار لحظات حتى أحس باضطراب وأحول نظري إلى شفتيه.
4- لدي وسواس قهري حيث أتضايق من لمس الأشياء التي يستخدمها العامة مثل مقبض الباب، الكمبيوتر، الهاتف، وإذا اضطررت لذلك فإني أغسل يدي بأقرب وقت ممكن- علماً بأن أصدقائي هم من يقول أني مصاب بالوسواس القهري إلا أنني لا أعترف بذلك، حيث يعود ما أحس به إلى تصرفات بعض الناس من هرش رءوسهم ووجوههم وعدم غسل أيديهم بعد تناول الطعام أو الوجبات الخفيفه.
5- أعاني من عدم القدرة على السيطرة على ابتسامتي، حيث أكون مبتسما بدون مناسبة، خاصة عند التعامل مع أشخاص أخجل منهم، مما يشعرني بالحرج ويزيد من الحالة.
6- أعاني من كثرة أحلام اليقظة منذ صغري وحتى الآن، حتى أصبحت أعيش حياة أخرى أرسمها لنفسي وأشعر بالسعادة فيها هرباً من الواقع المملوء بالمشاكل.
7- لدي ضعف بالذاكرة وعدم التركيز، مثلاً أخرج من البيت لعمل بعض الأشغال وجلب بعض الأغراض فأنسى الكثير منها، وأحياناً أبحث عن هاتفي المتنقل وبعد ثواني أتذكر أني أستخدمه وهو على أذني وأنا أتحدث به مع صديق.
8- لا أركز عند الاستماع لمن يحدثني (خاصة إذا كنت أشعر بالخجل) حيث أشعر بالبلادة، ولا أستطيع الفهم بشكل جيد إلا في حالة كون الموضوع مكتوباً أقوم بقراءته حيث أستطيع التركيز بشكل جيد.
9- أقوم بالعبث بأظافري وشعري دائماً.
آسف للإطالة، وأتمنى التكرم بالرد، وأسأل الله أن ينفع بكم ويسدد خطاكم وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الأعراض التي سقتها في رسالتك هي تدل أنك تعاني من حالة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وبقية الأعراض التي ذكرتها حقيقة أنت تعاني من وساوس قهرية ولكنها أيضاً بدرجة بسيطة، ومفهومك أن الآخرين لا يقومون -على سبيل المثال- بغسل أيايديهم، هذا بالطبع فيه الكثير من الصواب، ولكن أعتقد أنه حصل نوع من التجسيم والتضخيم في فكرك نحو هذا الموضوع مما أدى إلى ظهور درجة بسيطة من الوساوس القهرية.
أحلام اليقظة والتوتر العام هي بالطبع ناتجة من القلق، وأنت تعاني من ذلك؛ العبث بالأظافر والشعر كلها من أعراض القلق، وكذلك ضعف التركيز أو عدم القدرة على التركيز والنسيان الذي ينتابك.. هذه أخي كلها مرتبطة بالقلق، لا تعتقد أن حالتك مركبة ومعقدة، حين نذكر لك المخاوف والوساوس والقلق.
أرجو أن أؤكد لك أنها كلها تدور في محور واحد، كلها تأتي تحت طابع القلق الوجداني، وحقيقة هذه الحالات علاجها ليس بالصعب، ولكنه يتطلب إرادة والتزام من جانبك أيها الأخ الفاضل.
عليك – أخي – كخط أولي للعلاج هو أن تواجه كل مصادر مخاوفك وكل الوساوس، أرجو ألا تتجنب، يمكن أن تفكر في الخيال أولاً في مواقف اجتماعية، يتطلب منك الموقف أن تتفاعل معه، على سبيل المثال: إذا كنت في استقبال ضيوف، أو طلب منك أن تصلي بالناس، أرجو أن تعيش هذه الخيالات بقوة وبتركيز، هذا إن شاء الله يفيدك كثيراً.
وعليك بالطبع بالتطبيق، في صلاة الجماعة دائماً كن في الصف الأول، هذا يعطيك إن شاء الله الدافعية ويقلل من الخوف.
حين تكون ذاهباً لمقابلة أصدقاء أو معارف أو خلافه؛ لابد أن تكون قد حضرت بعض المواضيع البسيطة التي سوف تتكلم فيها.
أما سرعة الكلام فهي أيضاً إما أن تكون عادة وطبيعة، أو تكون ناتجة عن القلق وبعض الناس يستطيع أن يركز أكثر إذا تكلم بسرعة، والبعض يركز أكثر إذا تكلم ببطء، والناس تتفاوت في هذا.
أحلام اليقظة لا أعتقد أنها يجب أن تكون مزعجة، فهي جزء من القلق، ودائماً الإنسان حين يسترسل في هذه الأفكار يجب أن يقول لنفسه: أقف أقف أقف، ويرددها في داخل نفسه، وهذا سوف يضعف هذه الأفكار إن شاء الله.
أخي: أنت أيضاً في حاجة للعلاج الدوائي، والعلاج الدوائي سوف يفيدك كثيراً، لن نعطيك أدوية لكل هذه الأعراض، فالحمد لله هنالك دواء واحد يعرف باسم زيروكسات يغطي على علاج كل هذه الأعراض التي تنتابك.
أرجو – أخي الفاضل – أن تبدأ في تناول هذا الدواء بمعدل نصف حبة ليلاً – أي 10 مليجرام – واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة بنفس هذا المعدل – أي نصف حبة زيروكسات - كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم – أي 40 مليجراماً -، هذه الجرعة المناسبة بالنسبة لك.
استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنها.
الزيروكسات من الأدوية الممتازة لعلاج المخاوف الاجتماعية وكذلك الوساوس والتوتر والقلق وعسر المزاج، سوف تجد أخي -إن شاء الله- أن حياتك قد تبدلت وتغيرت تماماً.
الدواء سليم وممتاز وفعّال ولا يسبب أي آثار جانبية، ربما يسبب بعض التأخر في القذف لدى الرجال، ولكن هذا ليس بالتعقيد أو الصعوبة المزعجة بإذن الله تعالى.
أخي الفاضل! أرجو أيضاً أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة خاصة الرياضة الجماعية، سوف تفيدك كثيراً.
عليك أخي بحضور حلقات التلاوة، وأن تكون فعالاً فيها، هي أيضاً تقوي الإنسان في المواجهات الاجتماعية.
وأخيراً: أسأل الله لك التوفيق والشفاء، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.