التخصص الطبي المناسب للفتاة

2006-09-20 08:12:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في نهائي طب بشري، وستبدأ سنة تدريبي (الامتياز) في خلال الأشهر القليلة القادمة، وإلى الآن وبالرغم من انتهائي من دراسة كافة المواد (التخصصات)، إلا أنني لا أحس بأن هناك تخصصا بعينه يستهويني عن غيره، وهذا ما يقلقني!

قد تتساءلون: وما سبب الاستعجال؛ فمازال أمامك سنة كاملة قادمة من التدريب وستمرين بها على كافه التخصصات، ووقتها ستعرفين ماذا ستحبين منها؟ وهذا صحيح! لكن من سبقوني نصحوني بناء على تجربتهم الخاصة بأنه يجب أن يكون لدي رغبة أو توجه محدد منذ الآن تجاه تخصص معين؛ لاستغلال سنة التدريب هذه في التركيز عليه ومعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات الإكلينيكية عنه، واكتساب خبرة ممارسته العملية أيضاً، مع عدم الإغفال التام لبقية التخصصات، لكنه سيكون له النصيب الأكبر من الاهتمام؛ خصوصاً بأن سنة الامتياز هذه تعتبر آخر فرصة لنا في التعلم، وقبول الغلط وتصحيحه تحت توجيه الأطباء الكبار المشرفين علينا!

وكما أنها وبالرغم من كونها سنة كاملة، إلا أنها ستمضي وتمر سريعاً وبالتالي فإن تشتت تركيزي على كافة التخصصات، والتي هي كثيرة جداً، فالفائدة والمحصلة ستكون تقريباً لا شيء!

واستشارتي تكمن في طلبي النصيحة التي تساعدني على تحديد التخصص الأنسب لي، علماً بأن كل ما استطعت تحديده مع نفسي إلى الآن هو أني أرغب في تخصص يشتمل على المواصفات التالية :-

- لا يكون فيه القيام بجراحات.
- لا يكون أساسه هو الطوارئ، بمعنى أني لا أريد أن أتخصص بتخصص يجبرني أن أنزل في بيتي مثلاً الساعة 2 أو 3 صباحا!
- أن يكون تخصص محدداً وحيويا إلى حد معقول، وليس من تخصصات الظل! فيا ترى ماذا عساه أن يكون؟! وما هي نصيحتكم لي؟

وتقبلوا مني فائق الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ما هي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك كثيراً على رسالتك هذه، وأعرف أن هنالك مختصين في الإرشاد المهني للطلاب أو للذين ما زالوا على عتبة التخصص.

أولاً: أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك في التخرج، وأن تتخرجي بدرجة ممتازة.
وحقيقة الأسباب التي سقتها في رسالتك، وهي أنك تودين أن تركزي في سنة الامتياز على جزئيات معينة حتى تساعدك في التخصص، هذا أمر منطقي إلى درجة كبيرة، ولكن سنة الامتياز تعتبر سنة أساسية وهي امتداد للطلابية، أنا أراها امتداداً للطلابية، وفيها يثقل الإنسان ويستطيع أن يحدد الكثير من مساراته.

أذكر تماماً حين كنتُ في هذه السنة لم أحدد مساري مطلقاً، ولكن الذي استهواني إلى الطب النفسي هو أحد الأساتذة، مع أني كنتُ معجباً جدّاً بأحد الأساتذة الذين تعاملت معهم وكان متخصصاً في أمراض النساء والولادة، إذن من تعمل معه ربما يؤثر فيك، أو ربما تتخذه قدوة، وهذا يجعلك تميل نحو التخصص.

إذن أنا لا أستغرب أبداً أنه إذا غيرت مفاهيمك بعد أن تبدئي أو في منتصف أو حتى في نهاية سنة الامتياز، لا تستغربي ذلك مطلقاً إذا حدث، بالتأكيد أحترم رغبتك جدّاً، والإرشاد الذي أوجهه لك هو بالطبع أن كل أفرع الطب هامة، كل أفرع الطب تتطلب الجهد والمثابرة والالتزام، والطب في حقيقته هو: انضباط، التزام، معلومات، مهارات، هو هكذا.. إذن يمكن أن تجدي نفسك في أي من فروع الطب إذا التزمت بهذه الشروط الأربعة، والإنسان إذا أحب الشيء سوف يتفانى من أجله، فأنا أعرف أنك ما دمت قد اخترت الطب في الأصل فأنت إن شاء الله مقتدرة بأن تتخصصي في أي شيء لديك الرغبة فيه.

التخصصات تكون مبينة على الآتي أيضاً: على مقدرة الإنسان، على ظروفه الاجتماعية، على تأثره بأستاذه، وفي بعض الحالات مبنية على حاجة الأسرة وحاجة السوق أيضاً، ما هو حجم التنافس في هذا التخصص، هذا أيضاً ربما يكون دافعاً لبعض الناس.

بالنسبة للشروط أو المواصفات التي وضعتها هي حقيقة أطر عامة ولكنها جيدة، ومن هنا أرى أن التخصص في طب الأسرة ربما يناسبك جدّاً، وهو من الأفرع الممتازة والأفرع النامية والتي فيها حاجة كثيرة، والتي يرتبط فيها المريض مع طبيبه والطبيب مع مريضه ومع الأسرة، إذا كان هنالك أي فرصة لهذا التخصص أرجو أن تفكري فيه.

هنالك أيضاً طب المختبرات الطبية، يعتبر من العلوم الممتازة والعلوم الرائعة والعلوم التي فيها الكثير من الفرص البحثية، هنالك الطب النفسي أيضاً من أنواع الطب الجيدة والمتميزة، والتي تجعلك تتفكرين وتتأملين في أشياء كثيرة في هذه الحياة، هنالك الطب الوقائي، وهو ربما يكون أخف التخصصات من ناحية الالتزام المباشر حيال المرضى، وبالطبع لا يوجد به أي نوع من الطوارئ.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وبالله التوفيق.


www.islamweb.net