انتقال الزوجة إلى بيت والدها عند سفر الزوج وأثر ذلك على تربية الأطفال
2006-09-14 12:29:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأعزاء أنا عندي مشكلة وأعاني منها منذ أن تزوجت حيث أني مغترب وأذهب إلى بلدي كل سنة ونصف تقريباً حيث أني متزوج منذ أربع سنوات تقريباً.
وما يقلقني أني من اللحظة الأولى التي أغادر فيها بلدي فإن زوجتي تغادر البيت إلى بيت أمها وتجلس هناك، والآن لدينا بنتان، الكبيرة عمرها 3 سنوات، ولا تعجبني تربيتها حيث أنها تترك التربية لأمها، وتربي بنتي على الدلع والسب وهي صغيرة، وتخيل أن بنتي عندما تكلمني تناديني باسمي، وفي مرات عديدة فإن البنت تعاند في أكثر الأشياء، وأنا قد كلمت أمها بأن تربيها على القرآن، ولكن البنت تعاند.
الشيء الآخر الذي أريد استشارتكم فيه ما مدى صحة طلبي بأن تجلس زوجتي في بيتنا؟ وهذا الطلب يقابل بالرفض دائماً منها كون أخواتي متزوجات من إخوانها، وهن أيضاً يعشن في بيتنا، وبالتالي فهي تقارن هذا بها.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أخوكم في الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الصواب هو أن تجلس المرأة في المكان المناسب لها من الناحية الشرعية، وذلك بأن لا يكون في البيت إلا محارمها، حتى تأخذ راحتها في لباسها وحركتها، ولا أظن أن في الأمر مشكلة، إلا إذا كان والداك في حاجة إلى وجودها للمساعدة والخدمة، ولم ترد إشارة لهذا الأمر.
وحتى بالنسبة لهذه القضية فإنها تعتبر من باب الوفاء وحسن العشرة أن تقوم المرأة بخدمة والدي زوجها، ولا تعذر إن قصرت في احترامهم، وإذا كان أهلك راضين بذهابها إلى بيت أمها، وكان بيتها آمناً من ناحية عدم وجود غير المحارم، فإن في ذلك خير لك، وبعد عن الاحتكاكات السالبة، خاصة وجود عدد من النساء، والسلامة لا يعدلها شيء.
أما بالنسبة لتربية بناتك، فقد أحسنت في التوجه، وعليك بحسن المتابعة، لأنك راع ومسئول عن رعيتك، والله تبارك وتعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ))[التحريم:6]، مع ضرورة أن تحاول القيام بدورك، وإعطاء بناتك جزءاً من وقتك واهتمامك، وحبذا لو حاولت إعداد نفسك، ليكونوا معك أو تكون معهم، فإن وجود الأب عنصر أساسي في التربية.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأرجو أن تحسن زوجتك الاعتذار والتمس لها أنت الأعذار، واعلم أن التربية مهمة شاقة، ولا أظن أن جدة الفتيات تريد لهن غير الخير، وأرجو أن تشكرها على مساعدتها، وحاولوا تقليل الآثار السالبة.
ونسأل الله العظيم أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين.
وبالله التوفيق والسداد.