الزواج من فتاة غير ملتزمة لكنها تصلي

2006-09-03 14:09:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب اقترحت عليّ أمي أن تخطب لي فتاة تبلغ من العمر 19 سنة، وفعلا أعلمت أمها وهي موافقة (لم تتم الخطوبة بعد) أنا أعرف هذه الفتاة عن طريق أهلها، إذ تربطنا معهم قرابة من بعيد، ثم إنها يتيمة الأب، وتقطن حالياً في ألمانيا مع أهلها منذ 4 سنوات.

هي حالياً ليست متدينة، ولكن علمت أنها تصلي، وذات أخلاق وتربية عالية، أنا تونسي أصلي، وأخاف الله عز وجل، وقد تحدثت معها بالهاتف مرتين بعد إعلام أهلها، وقالت لي أنا الآن مشوشة التفكير بسبب الدراسة.

قالت لي يجب أن نتعرف على بعضنا أكثر، أعلم أنها ليست ذات دين متين، والحقيقة هي تعجبني، ومن هنا تبدأ حيرتي، أنا عازم إن شاء الله أن أحدثها في الدين، ولا أدري هل سيكون هذا سهلاً، صديق لي قال"ستتعبك كثيراً".
عندي شعور بأن هذه الفتاة لن تتفهم جيداً ما يمليه الدين من شروط في فترة التعارف هذه، كيف أوضح لها هذا بطريقة سلسة؟ وكيف أدعوها لتقوي دينها؟

أريد نصيحتكم والسلام عليكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإنسان إذا قبل بالفتاة التي تختارها له أمه كان في ذلك عوناً له على بر الأم وحسن عشرة الزوجة، ولن يخيب من يقصد إرضاء والديه، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ربنا ويرضاه.

وإذا كانت الفتاة تصلي، وعندها أخلاق عالية، فهذه هي أهم خطوات النجاح والخير، وهي مؤشرات إيجابية، وأرجو أن لا تتعجل الحكم، ولا تجامل في هذا الأمر إذا وجدت عندها إصرارا على عدم الالتزام الكامل، ولكننا نرجح أن عدم الالتزام في الغالب يكون سببه عدم المعرفة بواجبات وفرائض الشريعة، ولا أظن أن الفتاة التي تواظب على الصلاة سوف ترفض الحجاب أو تُعاند وتصادم ما جاء في السنة والكتاب.

ولا شك أن الرؤية الشرعية لها أعظم الأثر، فأنت الآن تميل إليها، ولكن من حقها أيضاً أن تراك، ونسأل الله أن يجعلك سبباً لهدايتها وسعادتها، وإذا كانت الخطوات الأولى مبشرة بالخير، فلا مانع من الاستمرار بعد صلاة الاستخارة والتوجه للواحد القهار، وحاول أن تتعرف على أحوال الفتاة وأسرتها، خاصةً خلال فترة وجودهم في البلاد الغربية، فإن الإنسان يتأثر ببيئته ورفقته، واحرص كذلك على مشاورة من له خبرة ودراية، فإن الإنسان إذا شاور إخوانه أضاف عقولهم إلى عقله، وما خاب من استخار ولا ندم من استشار، ثم توكل على مقدر الأقدار، وتوجه لمن يكور الليل على النهار ويدافع عن المؤمنين الأخيار.

ونحن لا ننصحك بإطالة فرصة التعارف كما تُسمى، ولكن من الضرورة أن تتيقن من استعدادها للتحسن وقدرتها على الفهم، وحبذا لو تعرفت على اهتماماتها وطريقة تفكيرها، ونتمنى أن تجد من محارمك من تعاونك على إدراك الحقائق.

ولا شك أن الرجل يستطيع أن يؤثر على زوجته بتدينه والتزامه وصدقه وإخلاصه إذا أحسن عشرتها وقدر ضعفها، على أن التأثير الحقيقي لا يكون لا بعد الرباط الشرعي، أما قبل ذلك فقد تدخل المجاملات، ولذلك أرجو أن يكون التركيز على الاستعدادات الحقيقية للتغير؛ لأن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة.

ونحن ننصحك بالنظر في إيجابياتها وميزاتها، ومقارنة كل ذلك مع ما فيها من سلبيات، وطوبى لم انغمرت سيئاتها في بحر حسناتها، مع ضرورة أن نتذكر أنك لن تجد امرأةً بلا عيوب، وأنت أيضاً كأي إنسان لا تخلو من العيوب، وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به
وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net