أحزن لحال والدي الديني ولا أدري كيف أنصحه!
2023-03-19 01:53:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدت في أسرة أربابها أو وليها غير ناصح وليس له دور في الأسرة، فأبي يشرب الخمر قبل زواجه بأمي، وهو لا يصلي فروضه رغم أنه ناجح في عمله، ولكن آثاره غير واضحة في المنزل، فلا علاقات أسرية أو عاطفية نكنها للوالد، ونحن نعلم بأنه يحبنا أنا وإخوتي، ولكنه لم يأمرنا يوماً بالصلاة.
عشت سنوات أندم عليها الآن في عدم الصلاة والذكر، وأنا أعوضها الآن بتعليم إخوتي وآمرهم بالصلاة، الحمد لله الذي هداني وأصلح حالي، أشعر بذنب كبير حين أرى حال والدي وأشعر بأنها جزء من مسؤوليتي كابن أن أنصحه، ولكني أجهل الباب الصحيح الذي يجب أن آتي منه فهو عصبي المزاج.
وأمي مشغولة دائماً بعملها فهي مدبرة المنزل، ليست لأبي أية علاقات أو صداقات فهو يحب العيش وحيداً ولم يعد لنا أعمام، كم أتمنى أن أرى والدي تاركاً ملذات الدنيا ومصطحباً إخوتي للمسجد.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صالحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فكم نحن فخورون وسعداء بشباب وفتيات أصبحوا من بعد الصلاح مُصلحين، وحُق لنا أن نهنئ أنفسنا بميلاد أجيال جديدة تدعو للخير وتتمسك بالهدى، ومرحباً بك بين آباءٍ وإخوان يشاركونك شرف المهمة، ويتمنون الهداية للبشرية، ونسأل الله أن ينفع بك أهلك والبلاد والعباد، وأن يكثر في بنات المسلمين أمثالك، وأن يزيدك حرصاً وثباتاً وسداداً، وسبحان من يخرج الحي من الميت، وتبارك الهادي إلى الصراط المستقيم، وشكراً لك على حسن التوجيه لإخوانك وإصرارك على تدارك ما فات، وإصلاح ما انقطع من العلاقات.
ونسأل الله أن يحقق لك أمينتك، وأن يسعدك برؤية والدك مُسارعاً للجُمع والجماعات، ومسابقاً إلى الخيرات، وأرجو أن تكثري من الدعاء له بالهداية.
ونحن نتمنى أن تقتربي من والدك، وتزيدي في البر له والاهتمام به، وذكريه بأنه ناجح في عمله، وأنه لم يقصر معكم، وأنكم تتمنون أن يتوج هذه النجاحات بالسجود لرب الأرض والسماوات، وينبغي أن يشعر بحبك له واهتمامك به، وشفقتك عليه، وخوفك عليه، واحترمي سنه ومكانته، واختاري الألفاظ اللطيفة والكلمات الجملية والأوقات المناسبة عند نصحه، وحرضي والدتك لتقوم بدورها أيضاً بعد أن تستغفر على سكوتها وسلبيتها في السنوات الماضية، خاصةً إذا علمت أن للمرأة وسائل كثيرة للتأثير على زوجها.
وأرجو أن يعلم الوالد أن عصبيته وضيقه ثمرة من ثمار عصيانه لله وتركه للصلاة، فإنها علاجٌ لضيق الصدر، قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)[الحجر:97] فما هو العلاج؟ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الحجر:98-99].
وليكن لك أسوة في خليل الرحمن إبراهيم -عليه وعلى نبينا صلاة ربنا المنان- في لطفه وشفقته عندما نصح أباه وكان يكرر: ((يَا أَبَتِ))[مريم:43]، (( يَا أَبَتِ))[مريم:44] وهو لفظ يدل على قمة اللطف والرفق والشفقة والعطف.
واقتربوا من أعمامكم، وصلوا بقية أرحاكم، وشجعوهم على زيارته والاهتمام به والتلطف به، والدعاء له.
ونسأل الله له الهداية ولكم الثبات والسداد. وبالله التوفيق.