حائرة بين الزواج وبين البقاء مع أمي لرعايتها
2023-03-19 01:49:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة عمري 25 عاماً، رفضت الكثير ممن تقدم لي لأنهم يقيمون في بلاد أخرى، وأنا أريد رعاية أمي والبقاء بجانبها؛ لأنها في حاجة إلي، لكنني أتعذب كثيراً؛ فأنا أتوق للزواج وأحلم بالأمومة والأبناء الصالحين، وأحتاج زوجاً بجانبي خاصة أنني أقيم في بلد كثرت فيها المغريات، كما أنني شديدة الشهوة وأخشى كثيراً من أن أعصي ربي!
أنا لا أخاف من الوقوع في الزنا، لكني أخشى أن أعود للعادة السرية التي تركتها بعد أن حججت لبيت الله الحرام، وأنا لا أريد أن أفسد حجي كما أخاف من معصية ربي، لكني في نفس الوقت أتعذب من جراء ذلك كثيراً!
لم أجد من يقبل أن يبقى معي في منزل أمي لرعايتها؛ لظروف عملهم ولأن البيوت هنا ضيقة جداً وليس فيها خصوصية، لكني وجدت من أرضى دينهم وخلقهم لكنهم لا يقيمون معي بنفس البلد، رغم أنهم لا يمانعون إن زرت أمي من وقت لآخر.
لدى إخوة وأخوات لكنهم جميعاً متزوجون ومشغولون بأسرهم، فماذا أفعل؟ فأنا والله في أشد الحيرة من أمري! رجاء لا تحيلوني لفتوى مشابهة ولا تتأخروا في الرد علي، ولا تنسوني من الدعاء بالثبات، والزوج الصالح والذرية الصالحة، وجزاكم الله خيراً!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن رأي الوالدة ورضاها، وحالها من حيث القوة والضعف، يعينك على اتخاذ القرار الصائب، ويساعدنا نحن في الوصول إلى رأي يجنبك المصائب، وأنا لا أخفي سعادتي بهذا السؤال، وأشكر لك إصرارك على الثبات؛ رغم المغريات والشهوات، ونسأل الله أن يرزقك الثبات، وأن يجعلك قدوة حسنة للنساء والبنات، ومرحباً بك مع آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والخيرات، ويشاركونك همّك بالدعوات، فإن المسلمين كالجسد الواحد حين يصاب عضو منه بالآفات.
ونحن نتمنى أن يقوم إخوانك وأخواتك بدورهم في رعاية الوالدة، فإنهم يسألون عن برها، كما نتمنى أن يعيشوا مع قضيتك، وأبشري بالخير فإن الله تبارك وتعالى لن يضيِّع من تحرص على بر والدتها؛ فإن بر الوالدين من الطاعات التي يجد الإنسان ثوابها وآثارها الطيبة في الدنيا، مع ما ينتظره في الآخرة.
أما إذا كانت الوالدة قوية ولا تُعاني من الأمراض ويوجد من تخدمها ولو بالمال، وكانت راضية بزواجك، فلا تردي الخُطّاب، وتوكلي على ربك الوهاب، واشترطي أن تعطي والدتك من وقتك وعنايتك، والسعيد في الرجال هو الذي يعين زوجته على البر والخيرات؛ فإن الإنسان إذا هاجت عليه الشهوات وخاف من الوقوع في المنكرات سارع إلى الحلال وراقب الكبير المتعال، وسوف تكون والدتك أسعد الناس بما يرزقك الله من الأجيال.
أما إذا كانت الوالدة ضعيفة وحاجتها إليك بالتحديد ملحة؛ فكوني إلى جوارها، وأسأل الله أن يهيأ لك من أمرك رشداً. وإن وجدت من يرضى بالسكن إلى جوارها فذلك جمع بين الخيرين وتوفيق من الله، وهنيئاً لمن تخاف من معصية الله.
وحتى يطرق بابكم الرجل المناسب أرجو أن تشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالشر، واجتهدي في غض البصر ومراقبة البصير سبحانه، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وأكثري من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وعليك بالإكثار من الصيام فإنه وجاء.
ولست أدري هل هناك إمكانية لنقل الوالدة معك إلى بيتك الجديد أم لا؟ وعليك أن تشاوري إخوانك وأخواتك، واسمعي لرأي الوالدة؛ وصلِّي صلاة الاستخارة، وشاوري أصحاب الخبرة والدراية، وإذا جاء الخاطب المناسب فاطلبي منه أن يشارك في الحلول قبل أن تبادري برده ورفضه، فإن كثرة الرد تنفر الخُطَّاب.
ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد.