الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اليتيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بشكل عام، فإن كل الحكات تؤدي إلى تصبغ الجلد، وهذا يدل على الإزمان والتخريش المستمر، وهناك أمراض عديدة تتميز بهذا الوصف (حكة شديدة وتصبغ) ومنها:
الأكزيما البنيوية.
الإنتانات الفطرية .
الأمايلويدوزيز الحزاز المنبسط.
التهاب الجلد العصبي أو الحزاز المحصور.
أولاً: الأكزيما البنيوية:
الأكزيما البنيوية هي بنية خاصة تُسمى التأتب أو البنية الحرضية، حيث تكون عرضة للتحريض وبشدة، أي أنها ترتكس (الارتكاس هو رد الفعل) بسرعة لأشياء وعوامل عديدة لا يرتكس غيرها إليها، وهذه البنية عادةً تكون عرضة للأكزيما أو الشرى أو الربو، أو التهاب الأنف التحسسي، أو التهاب الملتحمة التحسسي، أو حمى القش، وتحتاج معاملة خاصة، أولها العزل عن المثيرات التي تختلف من إنسان لآخر (ويسمي البعض هذا المرض بـ ربو الجلد).
تتظاهر الأكزيما البنيوية حسب السن من2 شهر إلى 2 سنة بأكزيما الخدين، ويسميها البعض أكزيما الحليب؛ ليس لأن الحليب سببها، ولكن لظهورها في سن رضاعة الحليب.
وتتظاهر من سن 2 سنة إلى سن 12 سنة بأكزيما الطويات، خاصةً خلف مفاصل المرفقين والركبتين، وإذا استمرت بعد ذلك فقد تكون منتشرة على غير نظام، وخاصةً اليدين والظهر كما تصفين.
غالباً أصحاب البنية الحرضية عندهم نبوغ في الرياضيات.
أما النصائح للأكزيما البنيوية فهي ما يلي:
1- يجب تجنب جفاف الجلد؛ وذلك بالاستعمال المتكرر للمرطبات؛ لأن الجفاف يتلوه حك وسحجات تنتهي بالإنتان وزيادة التأكزم، والدخول في المضاعفات.
2- المغاطس أو غمس الجسم بالماء الفاتر أو الدافئ لمدة 10 دقائق، ثم دهن المرطب العازل مثل الفازلين قبل أن يجف الجلد، وبذلك يبقى الماء في الجلد ولا يتبخر، ويعطي رطوبة في الجلد قد تستمر لساعات أطول.
3- هناك مستحضرات جديدة لإبقاء الجلد رطباً لفترات طويلة، مثل الـ ريبير يامانوشي واندريال روك والأحدث وهو حمض النيكوتين 1% الموضعي(وهو غير موجود حالياً) وغيرهم الكثير.
4- يجب الابتعاد عن الغبار والمثيرات الأخرى وكل الأشياء التي تتطاير منها الجزيئات، مثل الحيوانات (الطيور والقطط)، والنباتات (ذات الجزيئات الطيارة)، والجمادات (السجاد وغباره وأمثاله) وهكذا ...حسب معرفة المريض لما يُثير مرضه.
5- يفضل ألا يستعمل السجاد في البيت؛ لأنه يحمل الغبار، وأن تكون حشوة المخدة قطنية، وغلافها جلدي، والفراش مغلف بمادة جلدية لا تتطاير أجزاؤها ولا ما بداخلها، وألا يكون في غرفة المريض زوايا تحمل الغبار، وأن يتم التنظيف للغرفة بغياب المريض بواسطة المكنسة الكهربائية أو باستعمال الماء وليس بالكنس الذي يسمح بتطاير الجزيئات فتثير الحساسية.
6- كما يجب مراعاة نفسية المريض دون دلال مفرط مفسد، ولا شدة تزيد من عنائه.
7- ويجب تجنب الخروج أيام تطاير الجزيئات في الجو على اختلاف مصادرها.
8- عدم الدخول والخروج من أوساط متفاوتة الحرارة والرطوبة قدر الاستطاعة -أي الحياة بوسط معتدل مستقر مادياً وعضوياً ونفسياً.
9- للمساحات الصغيرة تبقى المراهم الكورتيزونية هي الحل الفعال، ولكن لا تستعمل لفترات دون الإشراف الطبي، كما ويمكن استعمال البدائل الحديثة للكورتيزونات مثل الماكروليماس، والبيماكروليماس، ولكنها غالية، وبالطبع لأنها جديدة وحديثة يجب أيضاً المتابعة مع الطبيب ولا تؤخذ دون إشراف.
10- أما المساحات المتوسطة والكبيرة، فيجب عندها إدخال الأدوية الجهازية العامة، مثل الكورتيزونات، أو السيكلوسبورين، ولكل منها بروتوكولها الخاص الذي يحدد الجرعات والاستطبابات، ومدة العلاج ...وهكذا.
11- كثير من المرضى يحتاج مضادات الهستامين المنومة؛ وذلك لتهدئة المريض والحكة بشكل غير مباشر.
12- المضادات الحيوية قد تؤخذ لفترات طويلة؛ وذلك لقتل الجراثيم المتعايشة على سطح الجلد، والتي تعمل كمولدات أضداد (مثيرة للحساسية) وبذلك تهدأ دائرة تحريض المرض.
13- من العلاجات المفيدة جداً والتي قد تؤدي عند نسبة عالية من المرضى إلى الاستغناء عن أغلب الأدوية ما عدا المرطبات، هو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، والتي تحتاج إلى مراكز متخصصة، وغالباً ما يتحسن المرض تدريجياً خلال أسابيع، وقد يحتاج علاجاً مساعداً في بدء العلاج ليستطيع تحمله أكثر.
وهناك نوع أحدث من الأشعة فوق البنفسجية وهي (Uva 1)، وهي فعالة جداً، ولكن غير متوفرة بشكل كبير؛ نظراً لغلاء أسعار الأجهزة؛ ولأن استعمالاتها خاصة وقليلة.
14- الحالات التي لا تستجيب تحتاج مراكز متخصصة للتثقيف والعلاج والمتابعة.
15- ختاماً: الحل الجذري غير موجود، إلا أن تجنب المهيجات للمرض يُعتبر أسلم وأرخص السبل، وقد تغني عن العلاج، وإلا فلابد من العلاج حسب الحالة واللزوم.
هذا هو النصح والعلاج، ومع ذلك فهناك حالات لا تستجيب للعلاج حتى في أرقى المراكز؛ حيث يحتاج المريض العلاج بالغلوبيولينات المناعية عن طريق الحقن، وهو علاج مكلف، ويعطى في غرفة العناية المركزة ونتائجه طيبة ولله الحمد.
ثانياً: الفطريات:
ببساطة شديدة قد تكون كل هذه الشكوى عبارة عن فطريات تُسمى التينيا أو النخالية المبرقشة أو الملونة، وهي تصيب أشخاص عندهم القابلية للإصابة بها، وهي لذلك ناكسة وتزداد صيفاً وفي الفصول الحارة، وتملأ الجسم، ومع ذلك فهي سليمة وغير خطيرة، وتشخص بسهولة بالفحص المجهري المباشر عند عيادة أي طبيب أمراض جلدية عنده الحد الأدنى من التدريب.
وأرجو مراجعة الاستشارة رقم: (
235390 –
18678-
18599 -
18204).
ثالثاً: الأمايلويدوزيز، وهو مرض يسبب الحكة الشديدة، والتي تتوضع غالباً على الظهر، ويؤدي إلى ترسبات في الجلد لمادة الأمايلويد، ويجب تجنب اللباس النايلون والعطور موضعياً، ويمكن تخفيف الحكة عن طريق مضادات الهستامين.
رابعاً: التهاب الجلد العصبي أو الحزاز المحصور، وهي التهابات موضعة تؤدي إلى تحزز الجلد وتصبغه، وتُعالج بالمراهم الكورتيزونية، ومضادات الهستامين، وأحياناً الأتاراكس.
خامساً: الحزاز المنبسط، وهو أقلها حكة، ولكن الأشكال التي تصيب المواضع المكشوفة تشتهر بتصبغها، وقد تأخذ الشكل الحلقي وتسمى الحزاز المداري أو الاستوائي.
ختاماً: لا أدري ما الرابط بين الذهاب إلى الطبيب والزواج! فالمريض يجب أن يشخص ويعالج بغض النظر عن سنه وجنسه ولونه وحالته العائلية (أعزب أو متزوج) خاصةً إذا كان المرض له عرض كالحكة الشديدة كما تذكرين، وقد يكون معدياً فيمنع الذهاب للطبيب.
وهل الزواج حرام حتى نمنع الذهاب للطبيب (المعالج من مرض مزعج ومشوه) وقاية من خطر أو معصية الزواج؟
ننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية لفحص الحالة وإعطاء التشخيص، وإجراء اللازم من الاستقصاءات التشخيصية، وبعد إثبات التشخيص فلكل حادث حديث، وبشكل عام لا مانع من أخذ مضادات الهيستامين (حبوب كلاريتين 10 مغ أو التلفاست 180 مغ أو الزريرتيك10 مغ أو حتى الأتاراكس) وتجنب كل ما هو مثير لهذه الحكة، مع استعمال بعض المرطبات إلى أن تزورين الطبيب، ولكننا نتريث في وصف الكورتيزون إلى أن يثبت التشخيص أو يصفه الطبيب المعالج لو وجد له استطباباً.
وبالله التوفيق.