تخويف الطفل بالضرب
2006-08-21 22:02:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
طفلتي عمرها سنتان وهي عنيدة جداً، ولا تستجيب لما أطلبه منها، مع أنني في كثير من الأحيان أستعمل معها اللين والتذلل، ولكن كلما طلبت برفق زاد عنادها، وحتى لو استخدمت الضرب لا تستجيب، فهل التخويف بالضرب أسلوب ناجع في التربية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Sajida حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العناد من طبيعة هذه المرحلة، ونسأل الله أن يصلح هذه الطفلة، وأرجو أن تشعر بعطفكم واهتمامكم والرحمة، ومرحباً بك، وأرجو أن تسعدي بإجابتنا لهذه المسألة، وأبشري فإن آبائك وإخوانك في الخدمة.
ونحن في الحقيقة نحذر من استخدام الضرب في هذه المرحلة، ونرفض الضرب إلا بشروط ومراعاة للجوانب الشرعية والنفسية، والمربية الناجحة تبدأ بالتغافل عند أول خطأ حتى لا يترسخ عند الطفل بدافع العناد، علماً بأن الطفل لا يقدم على عمل إلا بعد أن يقرأ الرضى في الوجوه، فاحرصي على إظهار عدم الرضى بالخطأ، أما عندما يتكرر الخطأ فإننا نعلمه برفق أن هذا خطأ.
فإن تمادى أظهرنا له الغضب وغيرنا نبرة الصوت وتقاطيع الوجه، فإن الطفل شديد الملاحظة وسريع التأثر، فإذا أصرت وعاندت فلا بأس من فرك أذنها بلطف، وهذه عقوبة لا تخلو من لطف، فإذا تمادت أحضرنا العصا وعلقناها ثم نكلمها وننظر للعصا، فإذا لم تنفع كل هذه الأساليب ولم تجد العقوبات المعنوية كالسكوت عنها أوحرمانها من لعبة تحبها.
فإن لم تنفع هذه الأشياء فآخر الدواء الكي، ومع ذلك فينبغي أن نتأكد من جدوى هذه الوسيلة، وأن لا نتخذها عادة، وأن تكون العقوبة على قدر الجرم، وأن تعرف الطفلة السبب الذي عوقبت لأجله، وأن لا تكون مما يكسر عظماً أو يخدش جلداً، وأن نتوقف إذا بكت أو خافت، أو سألت بالله، أو هربت؛ لأن القصد هو التأديب وليس الانتقام.
وحبذا لو توقفنا عن استخدام الضرب حتى تبلغ العاشرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اضربوهم عليها لعشر) وقد أقر الإمام أحمد من هذا أن الطفل لا يضرب إلا إذا بلغ العشر، وقد سئل رحمه الله: أيضرب الصبي؟ فقال الإمام: على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشراً.
ونحن نتمنى أن تستخدمي معها اللين واللطف، وأن تشعريها بالأمن والعطف، وافسحي لها مجالاً للحركة واللعب، وأبعدي عن طريقها الأشياء الخطيرة، وأكثري لها من التشجيع والدعاء، واعلمي أن الإنسان يرى أثر طاعته لله في نفسه وولده وبيته، ويجد شؤم المعصية في نفسه وولده وبيته.
وأرجو أن لا تستعجلي ضربها، ولا تنزعجي لأخطائها ولا تقيدي حركتها، واتفقي مع والدها على خطة موحدة في تربيتها، ولا تستجيبي لكل طلباتها، خاصةً تلك التي يصاحبها عناد وإصرار وبكاء وصياح، وكوني حازمة ولكن في لين، واحرصي على عدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله وطاعته، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.