عادة أكل التراب وعلاقتها بالوساوس ومخاطرها المستقبلية
2006-08-24 23:06:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي ولد يبلغ 18 سنة من العمر، ومنذ صغره وهو يأكل التراب وحتى الآن، ولا أعرف ماذا أفعل، فهل هناك احتمال لإصابته بأمراض مزمنة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأكل التراب هو من العادات غير المرغوبة، والتي نجدها وسط بعض الأطفال، وحتى في بعض المجتمعات توجد لدى بعض البالغين أيضاً خاصة النساء، ربما تكون مجرد عادة مكتسبة، وفي نفس الوقت تكون -في بعض الحالات- هنالك أسباب طبية لها، ربما يبدأ الأمر بفقدان بعض الأملاح، وخاصة مادة الحديد في الجسم، وهذا يجعل الإنسان يلجأ لمثل هذا التعويض غير المباشر لهذه المادة، وبعد ذلك تستمر العادة ... وهكذا.
في بعض الحالات يشخصها بعض الأطباء بأنها نوع من الطقوس الوسواسية، أي أنها عادة سخيفة وغير مرغوب فيها، ولكن الإنسان يأخذ بها لأنه فقط تعود عليها ويحس بالقلق إذا توقف عنها.
لا شك أن هذا الابن يبلغ من العمر الثامنة عشرة الآن، وهو في عقل الوعي والإدراك التام، ولابد أن يوعَّى، ولابد أن يثقف في هذا الأمر، وذلك بالتحدث معه وجعله مستبصراً لمساوئ أكل التراب، المساوئ الطبية والمساوئ النفسية والمساوئ الاجتماعية، وأنه عادة غير صحيحة.
ربما يكون أيضاً من المفضل أن يجري بعض الفحوصات العامة للتأكد من قوة الدم والهموغلوبين والحديد في الدم.
هنالك بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الأدوية المضادة للوساوس مثل العقار الذي يعرف باسم فافرين، ربما تكون مفيدة في هذه الحالات، إذن لا بأس أن يتناول هذا الابن هذا الدواء أيضاً، بعد أن نتأكد من عدم وجود ضعف في الدم أو الحديد كما ذكرت سابقاً.
جرعة الفافرين هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع بعد ذلك إلى 100 مليجرام، ويستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 50 مليجرام لمدة شهرين، ثم يمكنه التوقف عنها.
لا أقول أنها ربما تسبب أمراضاً مزمنة، ولكن هي بالطبع أمر غير صحي وربما تؤدي إلى صعوبات في الهضم وحموضة ومشاكل في الأمعاء، وهنالك قلة قليلة ربما يحدث لها تكوين حصوات في الكلى.
إذن: فهذا الابن لابد أن يرتفع مستوى وعيه من خلال الاستبصار، وإعلامه بهذه المضار، وإن شاء الله سوف يبتعد عن هذه العادة.
وبالله التوفيق.