أخواتي يخرجن متبرجات ووالدي لا يمانع ذلك!!

2025-12-25 00:32:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدي في السنوات الأخيرة صار يسمح لأخواتي بالتبرج والخروج للعمل وحدهنَّ مع سائقات، وكلما حاولت نصحه يغضب ولا يعطي مجالًا للنقاش، بحجة أنه إذا فعلن منكرًا سيتحمّل هو المسؤولية.

أختي كانت تعمل في مدينتين، مع أنه ليس لها حاجة لذلك، فصارت تخرج مع سائقات، وعلمتُ أنها على علاقة مع شاب فنصحتها فقط، وبعد فترة جاء خاطب واكتشفتُ أنه أيضًا كان في علاقة معها، وظل يتحدث معها فترة الخطوبة، ويقابلها في عملها بعلم أبي، ثم بعد فترة انفسخت الخطوبة، وما زال الحال كما هو؛ يتركها أبي تخرج لأعمالها في المدينتين متبرجة.

قبل أيام اكتشفنا أن الأخت الصغيرة تملك هاتفًا، اشترته لها الكبيرة في أحد خروجاتها، فقام أبي بضرب الصغيرة، واعترفت أنها تكلم شابًا منذ فترة طويلة، وما زال أبي يمنعنا من التدخل.

هذه الأمور سببت لي مشاكل اجتماعية مع إخوتي ومع أهل زوجتي، مع العلم أن أبي قد كبر في العمر، وصرت أرى منه تصرفات بداية مرض ذهني، حيث يتصل بك مرتين متتاليتين، ويقول: "أين أنت؟ لماذا لا ترد علي؟" مع أنني كنت أتحدث معه قبل وقت وجيز، ويتهمني أحيانًا بأمور لم أفعلها، أو يبني توقعات على أشياء لم تحصل.

رأيت جدي مرّ بنفس الشيء، وأعلم أن هذا يحدث لأبي، والواجب هو الإحسان إليه، ولكن كيف أحل مشكلة أخواتي في تركه لهنَّ يسببن المفاسد والمشاكل، التي تعود بالضرر الاجتماعي علينا جميعًا؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –أخي الكريم– في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسعد بتواصلك معنا وثقتك بنا، وجوابي لك كالآتي:

أولًا: التبرج هو خلع المرأة الحجاب وإبداؤها الزينة وإظهارها المحاسن، وهو من كبائر الذنوب، ويجلب اللعنة والطرد من رحمة الله تعالى، والتبرج شر ونفاق، وسواد وظلمة يوم القيامة، فلا بد لك من تحذير أخواتك مباشرة، ما دام أن الوالد كبير في السن ومتساهل في ذلك، وغير مقتنع بكلامك ونصحك، ولكن بالحكمة وبالتي هي أحسن، مع اطلاعهن على عواقب التبرج في الدنيا والآخرة.

ثانيًا: بالنسبة لخروجهن للعمل مع سائقات، الأصل في ذلك العمل هو الإباحة، ما لم يكن العمل مختلطًا، فما دام العمل في إطار المباح فلا تُضيّق عليهن، أهم شيء هو الابتعاد عن التبرج وصيانة النفس.

ثالثًا: بالنسبة لنصحك للوالد، إذا كان يؤدي إلى نفوره منك وغضبه عليك؛ فاترك ذلك حتى لا يضجر منك، وانصح أخواتك مباشرة، على انفراد بدون والدك، وقد أحسنت في الإحسان إلى والدك، وهذا هو المطلوب كما قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾.

رابعًا: إذا كانت أختك تعمل في مدينتين، فهذا يعني أنها تسافر بينهما، وسفر المرأة دون محرم حرام، كما قال رسول الله ﷺ: «لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤمنُ باللهِ والآخِرِ أن تُسافِرَ مسيرةَ يومٍ وليلةٍ إلا مع ذي مَحرَمٍ» ولو كانت بصحبة سائقات.

خامسًا: إقامة علاقة حب من قبل أختك مع زميلها في العمل منكر، ولذلك لما خطبها هذا الشاب كانت النتيجة انفساخ الخطبة؛ لأنه غالبًا الشاب حينما يرى الفتاة جريئة وتقيم علاقة حب معه -ولو مجرد كلام- فإنه يشك فيها أن تتحدث مع غيره، وغالبًا إذا شبع من الكلام معها يفسخ الخطوبة؛ لأنه لا يرتضيها زوجة.

سادسًا: ما حصل من امتلاك أختك الصغيرة هاتفًا واشترته لها الأخت الكبيرة فهذا عين الخطأ؛ لأنها في سن لا تُميز الخير من الشر، ولا تعرف أن تتعامل مع هذا الجهاز، وبالتالي وقعت فريسة لأحد الشباب فكلمها وأقام معها علاقة حب خادعة، وإنما ليأخذ منها ما يريد، ولا سيما أنها صغيرة السن، وتتحمل أختها الكبيرة المسؤولية، حيث إنها وفرت لها هذا الجهاز، وما كان ينبغي لها ذلك.

ضرب والدك لأختك الصغيرة نوع من التأديب، فالمطلوب أن يكون ضرب تأديب لا ضرب تعذيب، مع تقدير صغر سنها وخطورة امتلاكها لهذا الجهاز، ولا بد من سحب هذا الهاتف، ما دام أن الأمر وصل إلى حد الكلام مع شاب، قبل أن تقع في عمل يكون عارًا لها طول عمرها، وأسأل الله تعالى أن يحفظها ويصونها.

سابعًا: أوصيك بالصبر على والدك، والإحسان إليه، ولو كانت هذه الأمور تسبب لك الحرج والمشاكل الاجتماعية مع أقرباء زوجتك، فالحياة فيها الابتلاء، فعليك بالصبر والمناصحة.

ثامنًا: بالنسبة لما ذكرته من أن الوالد صار له تصرفات تدل أنه بداية مرض ذهني، حيث إنه يتصل بك مرتين أو يقول: "أين أنت؟ لماذا لا ترد؟" مع أنك كنت تتحدث معه قبل وقت وجيز، فالصبر والإحسان هو التعامل الأمثل معه، والإحسان إلى الوالد، ولا سيما أن هذه الأمور تعتري كبار السن.

نسأل الله أن يكتب لك الصبر، وأن يوفقك لنصيحة الأسرة ويصلحهم، اللهم آمين.

www.islamweb.net