الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ براءة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بكِ في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لكِ العافية والشفاء التام.
استشارتكِ السابقة، والتي رقمها (
2551230)، والتي أجاب عليها الأخ الدكتور مأمون مبيض تعتبر مهمة، ورسالتكِ الحاضرة الآن هي رسالة مفصّلة جدًّا، كُتبت بترتيب وتنظيم ووعي تام.
والذي أستطيع أن أستنتجه أن نوبات الشلل، ونوبات فقدان النطق هي نوع من (الأعراض التحوّلية)؛ بمعنى أنها ليست دليلًا على وجود أي مرض عضوي، وإنما بعض الطاقات النفسية السلبية تحوّلت إلى أعراض عضوية في ظاهرها، والبعض يسمّيها (النوبات التحولية)، أو (النوبات الانشقاقية)، وفيما مضى كانت تُسمّى بـ (العصاب الهستيري)، وإن كنتُ لا أحبّذ هذا المسمّى أبدًا.
طبعًا الأمر تعقّد بعض الشيء بعد أن ظهرت بعض التغيّرات في رسم الدماغ، وبدأتِ في علاج (التجراتول)، ثم بعد ذلك حصل نفيٌ تقريبًا لنوبة الصرع العضوي بعد أن كان تخطيط الدماغ سليمًا.
فالذي أراه –أيتها الفاضلة الكريمة– هو أن تحرصي على علاج نفسكِ من خلال نمط حياة إيجابي؛ نمط حياة يقوم على مبدأ تنظيم الوقت، وأخذ قسط كاف من الراحة الليلية، بمعنى تجنّب السهر أيضًا من الأشياء المطلوبة، وتطبيق تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرّجة؛ فهي مفيدة جدًّا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضّح كيفية إجراء هذه التمارين.
وأنتِ –الحمد لله تعالى– مُعلِّمة وطالبة في حلقات تحفيظ القرآن، وهذا يعني أنكِ منخرطة في كثير من الحلقات، وحِلق القرآن هذه لا شك أنها إضافة عظيمة في حياة الإنسان، فاحرصي على الاستمرار فيها، واسعي دائمًا نحو التطوير، واجعلي لكِ برنامجًا لحفظ كتاب الله تعالى كاملًا إن شاء الله تعالى، هذا كله يرتقي بصحتكِ النفسية، وستشعرين –بإذن الله– بارتياح كبير.
هنالك أمر مهم جدًّا، وهو ضرورة عدم الكتمان، والحرص دائمًا على التعبير عمّا في النفس؛ لأن النفس تحتقن كما تحتقن الأنف، وللنفس محابس لا بد أن نفتحها، إذا لم تُفتح هذه المحابس؛ تظهر في شكل أعراض جسمية (عضوية)، فكوني حريصة جدًّا على التعبير عن ذاتكِ، هذه وسائل علاج ضرورية جدًّا.
وبالنسبة للعلاج الدوائي، فالحمد لله أنكِ تراجعين طبيبكِ النفسي، وأنا متأكد أنه مقتدر تمامًا على أن يصف لكِ الدواء الذي يناسبكِ، وبصفة عامة: مضادات القلق ومضادات الاكتئاب تعتبر مفيدة جدًّا في مثل هذه الحالات، حتى وإن لم يُوجد أي عسر في المزاج، أو اضطراب فيه، أو مشاعر اكتئابية، إلَّا أن النوبات التحولية تستجيب كثيرًا للعلاج الدوائي المتمثّل في مضادات الاكتئاب.
بارك الله فيكِ، وجزاكِ الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.