خوف دائم جعلني أشعر وكأنني على وشك الجنون!
2025-12-14 01:20:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشاكل عائلية؛ فوالدي ووالدتي في صراع مستمر، وقد تولّد عندي شعور بالكراهية تجاه والدي وأخي الأكبر، والآن أعاني من خوف دائم جعلني أشعر وكأنني على وشك الجنون، وأحيانًا تراودني أفكار سلبية تجاههم؛ وكل ذلك نتيجة كثرة الضغوط.
والدتي تحرص عليّ دائمًا، وتوصيني بألّا أسهر في الليل، وألَّا أفعل بعض الأمور، وقد بدأت هذه الحالة بعد أن تعرضت لهجوم من طرف أشخاص كانوا أصدقائي؛ حيث سرقوا هاتفي وكادوا يقتلونني، ومنذ ذلك الحين أصبح عندي خوف شديد، وأشعر وكأنني أفقد عقلي.
أعاني أيضًا من حالة توتر عندما يلمسني أحد، فأنفر منه، مع أنني أخرج وأتنزه وأكون في الخارج بحالة جيدة، لكنني أرتبك كثيرًا في المنزل، ولا أكلم أحدًا سوى والدتي.
ذهبت إلى طبيب نفسي، فنصحني بمراجعة طبيب عقلي، وقد ذهبت بالفعل وأعطاني دواء أتناوله في الليل، وشخّص حالتي على أنها ذهان، أمَّا والدتي فتقول إنه ربما تكون هذه أعراض "الخلعة/الهلع".
فهل الخلعة (الهلع) يمكن أن تسبب مثل هذه الأعراض؟ وبماذا تنصحونني؟ مع العلم أنني أخرج، وأهتم بنفسي في الطعام واللباس، ولدي طموحات.
شكرًا لكم، وأرجو منكم الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mourad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الذي قرأته أكثر من مرة كي أفهم تمامًا ما تحاول أن تشتكي منه، وجوابي هو بالشكل التالي:
أولًا: لا شك أنك متألم من الصراع والنزاع الدائم بين والديك؛ وهذا أمر طبيعي أن يؤثر عليك نفسيًا، وإن كنتُ حقيقة لم أفهم ماذا تقصد بكلمتك أنك ترى الجنون، فما المقصود بهذا؟ هل تقصد أنك تخاف أن تفقد عقلك وتصاب بالجنون أو غير ذلك؟
ولكن ما أعانني على فهم السؤال أنك ذهبت إلى طبيب نفسي، وشخّص لك حالة ذهانية، ووصف لك دواءً، وكنتُ أتمنى لو ذكرت لنا اسم الدواء، ولكن جيد أنك تُتابع أخذ هذا الدواء في الليل، فهذا أمر حسن؛ لأن الطبيب بالتأكيد وضع هذا التشخيص بعد أن قيّم حالتك النفسية، فيفيد أن تُتابع معه هذا العلاج لتخفيف أعراض هذه الحالة الذهنية.
أمَّا ما ذكرته (أخي) في موضوع الخِلعة أو الخُلعة (أي الخوف الشديد، أو الصدمة، أو الفزع)؛ فنعم يمكن للصدمة إن كانت شديدة أن تُحرّك حالة من الارتباك، والذي قد يصل إلى حالة ذهانية، فكما نعلم أن الحالة الذهانية لها أسباب متعددة: (بيولوجية، نفسية، اجتماعية)، ومن العوامل النفسية هي ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من حوادث صادمة أو مزعجة؛ وبحيث تكوّن عنده ردة فعل شديدة، إلَّا أن العلاج النفسي يمكن أن يخفف هذا ويعالجه.
المهم -أخي الفاضل- الجيد في كل ما ذكرت أنك ذهبت للطبيب النفسي، فهذا أمر طيب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى طلب العلاج: (تداووا عباد الله)، فهذا أمر جيد، والجيد أيضًا أنك محافظ على أخذ هذا الدواء.
ولكن أنصحك في اللقاء القادم مع الطبيب النفسي أن تشرح له كل هذه الأمور التي وردت في سؤالك، فلعله يُرشدك ويضع معك الخطة العلاجية، والتي جزء منها العلاج الدوائي، ولكن هناك أمور أخرى يمكنه أن يقدمها لك عبر جلسة علاجية عن طريق الكلام، ليوجهك ويرشدك إلى طريقة التعامل مع هذه الصعوبات والتحديات التي تواجهها في حياتك.
أخيرًا: أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.