رغبة الزوجة في ترك العمل للتفرغ لتربية ولدها مع معارضة الزوج لذلك
2006-08-15 09:15:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة وعندي ولد وأعمل في مؤسسة حكومية، وأتمنى من الله أن أستطيع ترك العمل لأني أشعر بالذنب تجاه ولدي، وأنا أكره عمل المرأة وخروجها من بيتها لأني مؤمنة أن وظيفة المرأة في بيتها، لكني لا أستطيع ترك العمل لأن زوجي راتبه محدود، ولا نملك بيتاً، وظروفنا تحتاج أن أستمر في العمل كما يقول زوجي.
علماً بأني دائمة النقاش مع زوجي حول عملي، وأني لا أريد الخروج من البيت، وأتمنى لو أبقى في بيتي أرعى ولدي لكن زوجي يصر على أن حياتنا لن تستقيم براتب واحد، وأنه بحاجة إلى راتبي، مع أن زوجي ملتزم ويصلي في المسجد وملتح، حتى أني أحياناً أقول أن دين زوجي غير ثابت لأني مقتنعة أنه شرعاً لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل، وأقول لنفسي عن زوجي: كيف تكون متديناً وأنت تصر على ضرورة عملي، وأحس أني أعصي الله بخروجي للعمل.
علماً بأني أحاول قدر الإمكان أن أتقي الله في عملي، وأن أبتعد عن المعاصي، أصبحت أكره عملي ولا أطيق زوجي أحياناً من أجل هذا الموضوع، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يصر فيه زوجي على بقائي في البيت، عندها سيكبر في عيني وسيزداد حبي له.
أرجوكم أفتوني فلم أعد أطيق هذه المشاعر التي تنتابني وتسيطر على تفكيري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يلهكم رشدكم، وأن يؤلف بينكم.
فإن الحياة الزوجية الناجحة تقوم على التفاهم والوفاق وتجنب الخلاف والشقاق، حتى لو أدى ذلك لبعض التنازلات الموصلة إلى الاتفاق، والإسلام يبيح للمرأة أن تعمل إذا احتاجت للمال، أو احتاج المجتمع لخدماتها واستطاعت أن تحافظ على حيائها وحجابها.
ونحن نتمنى أن يجد زوجك ما يعينه على الإنفاق، وأرجو أن تشجعيه على البحث عن عمل إضافي، واحرصي على الاقتصاد والتدبير، ولا شك أن مهمة المرأة ودورها في التربية عظيم، وهي المهمة التي لا يوجد من يؤديها نيابة عن الأم، وسوف تزداد الحاجة إلى وجودك في البيت عندما يرزقكم الله بعدد من البنين والبنات.
ومن هنا فنحن نتمنى أن تخططوا للمستقبل بهدوء، واختاري الأوقات المناسبة لمحاورة الزوج حتى تقفي على حقيقة أحواله وتشاركيه في إيجاد البدائل المناسبة، فإن الحياة مشاركة وتعاون، ولا مانع من أخذ إجازة لتوفير جرعات من الاهتمام والعطف لطفلك، وهي فرصة ومحاولة لتطويع الإمكانيات المادية للأسرة، وقياس حقيقي لمنافع وجود المرأة في البيت.
واحرصي على الاهتمام بزوجك وزينتك، حتى يشعر الزوج بالفرق، فإن الموظفة تعود إلى البيت وهي متعبة، وتجد كثير من المهام في انتظارها، بخلاف ربة المنزل التي تستطيع أن تعمل وتبدع.
أما رضا الزوج بعملك في الخارج، فنتمنى أن يكون لثقته فيك؛ لأنه مطمئن لبيئة العمل، فاحملي تصرفه على أحسن الوجوه، خاصة وقد ذكرت أنه متدين، وكلنا يتمنى أن يأتي اليوم الذي تبتعد فيه النساء عن الرجال في قاعات الدراسة وفي بيئة العمل، وأن يكون عمل الموظفة في خدمة أخواتها من النساء دون التعرض لمقابلة الرجال.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبارك في الأعمال، وأن يلهمنا طاعة الكبير المتعال، وأن يعيننا على التأسي بخير الرجال، والتشبه بأصحابه الأبطال.
وبالله التوفيق والسداد.