الزوجة المسرفة وكيفية التعامل معها
2006-08-08 22:24:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
زوجتي مسرفة جداً لأنها عاشت بوضع مادي أفضل قبل الزواج، وهي لا تريد التكيف مع الوضع الحالي بعد الزواج، فما العمل هل أطلقها؟ علماً أن عندي طفلاً.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ مأمون حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لك الزوجة والأولاد، وأن يلهمك طاعة الكبير المتعال.
فإننا نظن أن هذه الزوجة تريد أن تتكيف مع الوضع الجديد لكنها قد لا تستطيع ذلك إلا بعد فترة، فمد حبال الصبر، واعلم أن الله أعد للصابرين عظيم الأجر، وتذكر ما فيها من الإيجابيات، واعلم أن في الطلاق ضياع للبنين وللبنات، ولا أظن أنك تجد امرأة بلا سلبيات، فتذكر حسناتها عندما تتألم للسلبيات، واستعن برب الأرض والسماوات، وذكرها بأن الإسراف ليس من فعل المسلمات.
ولا أظن أن الأمر يستدعي للطلاق، وأرجو أن تساعدها على تغيير هذا السلوك، وحاول جلب الأشياء إلى المنزل بقدر الحاجة، فهي لا تستطيع أن تسرف إلا في الموجود، وعلمها أهمية التدبير الذي يدل على كمال العقل وحسن التصرف مع نعمة الله.
كما أرجو أن توجهوا ما زاد عن حاجتكم لمعونة إخوانكم المحتاجين، وممن كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته، وما نقص مال من صدقة، وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها شركته في الأجر، وعليها أن تتأكد من رضاه بذلك.
ولا شك أن في الإسراف تضييع للحقوق كما قال معاوية رضي الله عنه: (ما رأيت سرفاً إلا إلى جواره حق مضاع) فإن بعض الناس يسرف في الاستهلاك فإذا أرادوه لحاجة محتاج بخل وتمانع وبذل القليل، مع أنه يسرف طلباً للوجاهة والشهرة بين الناس بالكرم، ولو كان بذله لله لظهر عند حاجة الفقير والمحتاج، ويؤسفنا أن يكون في الناس من يباهي بذلك.
ونحن ننصحك بتقوى الله وطاعته، والإكثار من ذكره وشكره، وبالصبر على هذه الزوجة، والاجتهاد في إصلاح ما فيها من سلبيات بعد شكر الله على ما أعطاها من إيجابيات.
وأذكرك مرة أخرى بأن الطلاق ليس هو الحل، وذلك لأنك ستجد امرأة أخرى ولكن بعيوب جديدة ومشاكل أخرى، ولذلك وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، كما أن في الطلاق تضييعاً للأطفال وغرساً لشجرة العداوة والبغضاء، ولا يفرح بالطلاق والفراق إلا عدونا الشيطان الذي يبعث سراياه في الناس فيأتيه أحدهم فيقول: (ما زلت به حتى فعل كذا وكذا، فيقول: لم تفعل شيئاً، يوشك أن يتوب ويستغفر فيغفر الله له، حتى يأتيه من يقول: ما زلت به حتى طلق زوجته فيقول له: أنت أنت، ويدنيه ويلتزمه).
فاتق الله في نفسك، وامسك عليك زوجك، وذكرها بربك، ونسأل الله أن يصلح الأحوال ويبارك الآجال.
والله الموفق.