من الآثار الانسحابية لترك التدخين
2006-08-08 12:41:38 | إسلام ويب
السؤال:
أنا منذ أن أقلعت عن التدخين أحس بدوخة وزغللة وأني غير حي، أخاف دائماً من الموت ومن كل شيء!
أهملت عملي ودراستي وخطبتي وكل شيء، ودائماً أحس أني في حلم ولست في الواقع.
للعلم، فهذه الأعراض شعرت بها بعدما أقلعت عن التدخين بثلاثة أيام، والآن مضى على ذلك ما يقارب الثلاثة أشهر.
أفيدوني أفادكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله الذي وفقك للإقلاع عن التدخين، فالتدخين كما أجمع معظم العلماء هو حرام؛ لأنه متلف للصحة والمال والنفس ومنقص للدين.
أتفق معك تماماً أن بعض الناس يحدث لهم نوع من أعراض الانسحاب؛ حيث أن مادة النيكوتين هي مادة قوية إذا تعود عليها الجسم لفترة طويلة قد تؤدي إلى شعور بالدوخة والزغللة إذا توقف الإنسان فجأة عن التدخين، وشركات الأدوية تتلاعب حقيقة بصحة الناس بكل أسف، هم يذكرون أن هذه السيجارة أو تلك خفيفة النكوتين ولكنها ليست حقيقة؛ لأنهم يعرفون تماماً أن قلة النكوتين لن تجذب الناس للتدخين.
الحمد لله أنت قد توقفت الآن لمدة ثلاثة أشهر عن التدخين، وهذا شيء جميل، ومعظم الناس حقيقة تعاني من أعراض الانسحاب من ثلاثة أيام إلى ثلاثة أسابيع، وأنت الآن يجب أن تتكيف مع وضعك الجديد.
نحن في الأيام الأولى لإيقاف التدخين نعطي بعض النصائح، وفي بعض الحالات نستعمل النكوتين كملصقات على الجلد أو عن طريق المضغ، ولكن في حالتك لا أرى في حاجة لذلك مطلقاً، لأنك الآن توقفت لمدة ثلاثة أشهر.
أنت ستستفيد كثيراً من الأدوية المضادة للقلق والخوف، ولكن يا أخي! قبل استعمال الدواء أرجو أن تهنئ نفسك وتحفز نفسك بأنك قد قمت بعمل عظيم، وقد قمت بعمل جليل، ولابد أن تتذكر ذلك جيداً، وهذا بالطبع إنجاز كبير، ويجب ألا تحدثك نفسك مطلقاً بالرجوع لهذه السيجارة اللعينة، فالحمد لله الذي عافاك، والحمد لله الذي شفاك من هذا الداء.
حتى تزول هذه الدوخة والمخاوف، أرجو أن تتناول أحد الأدوية المضادة لهذه الدوخة، هنالك دواء يعرف باسم دوجماتيل، وهو موجود في مصر بكثرة وغير مكلف، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، وهو من الأدوية البسيطة جدّاً.
أخي: أنصحك كثيراً بأن تمارس الرياضة، فالرياضة فعّالة جدّاً وهي تؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وإفراز بعض المواد الكيميائية ذات العائد الإيجابي على الصحة النفسية.
أخيراً: أنا سعيد جدّاً أنك قد أقلعت عن التدخين، وصدقني أنه بمزيد من القوة والإرادة وتناول الدواء الذي ذكرته لك سوف تتخلص من هذه الأعراض التي تنتابك من وقت لآخر.
وبالله التوفيق.