أعجبت بفتاة ملتزمة وأريد معرفة ما إن كانت معجبة بي!

2024-12-16 01:46:38 | إسلام ويب

السؤال:
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 20 سنة، ملتزم -والحمد لله-، أعجبت بفتاة معي في الجامعة من السنة الأولى، وهي معي في نفس التخصص.

السبب الرئيسي لإعجابي بها هو التزامها وارتداؤها الدائم للباس الشرعي، واجتهادها، وخلقها ودينها، دعوت الله كثيراً أن تكون من نصيبي ولم أحدثها، ولكنني أفكر بها كثيراً جداً.

أنا الآن في السنة الثالثة بالجامعة، وحتى الآن لم أتحدث معها أبداً، خوفاً من الخوض في علاقة محرمة -والعياذ بالله-.

ماذا تنصحوني أن أفعل؟ فقد أزعجني الأمر كثيراً من كثرة التفكير بها، أريد أن أذهب وأتكلم معها أو أرسل لها رسالة بدون أن يكون أي شيء يغضب الله، وأريد أن أعلم إذا كانت معجبة بي أم لا، كيف يمكنني أن أعرف إذا كانت تبادلني هذا الإعجاب؟

أتمنى أن أتلقى الرد في أقرب وقت ممكن؛ لأنني بأمس الحاجة إلى نصيحة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

إننا نحمد الله أن رزقك التدين والخوف منه، وتلك نعمة أنعم الله بها عليك، وستجد عقباها في قابل حياتك -إن شاء الله- نسأل الله أن يبارك فيك، وأن تكون كما نرى وزيادة.

ثانيًا: من الطبيعي في هذه المرحلة التي تمر بها أن يحدث لك بعض ذلك؛ لذا نحن نتفهم حديثك، ونتفهم الحرص على الظفر بفتاة تراها صالحة طيبة، ونتفهم ارتباطك بمن رأيت فيها بغيتك، ولربما حدثتك نفسك أنك لن تجد مثلها، وإنها إن ضاعت منك فقد فوت فرصة عمرك؛ كل هذا نتفهمه، وقد ذكرناه لك حتى تعلم أن نصيحتنا مبنية على العلم دون أن نغفل الدواعي النفسية، أو الرغبة الداخلية لك، أو الواقع الذي تعيشه.

ثالثًا: أكثر ما يطمئنك ويهدئ روعك أن المقادير مكتوبة، وأن من قدرها الله لك زوجة لن تكون لغيرك، ولو اجتمع أهل الأرض ليصرفوها عنها، ولو كانت لغيرك لن تكون لك، ولو بلغ حرصك ما بين السماوات والأرض، تلك عقيدة المسلم، وهي مذهبة للقلق بإذن الله تعالى، واستمع معنا إلى هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

فإذا أضفت إلى ذلك أن الله لا يقدر لعبده إلا الخير، وأن اختيار الله لك هو أفضل مما أردته لنفسك، وأيقنت من داخلك أن الخير والشر ليس ما تراه بعينك اليوم، بل ما يقدره الله لك، وأن العبد قد يلهث خلف الشر يظنه خيرًا ولا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير يظنه شرًا، ولا يعلم أن فيه نجاته، كما قال الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم) ساعتها سيطمئن قلبك وتستريح نفسك.

رابعًا: من الحقائق الثابتة أن الفترة العمرية التى أنت فيها اليوم إلى الخامسة والعشرين تقريبًا هي فترة تقلبات عاطفية، يتبعها بعد ذلك توازن واتزان، وساعتها هناك أمور كثيرة ستدرك حقيقتها بعد أن كانت غائبة عنك، أمور كنت تمدحها ستذمها، وأخرى كنت تذمها ستمدحها، حتى في مسألة اختيار الزوجة ستتغير بعض الرغبات مع الثبات على المبدأ الشرعي، لكن الاختيار ساعتها سيكون أقرب إلى الصحة منه إلى الخطأ.

خامسًا: بالعودة إلى سؤالك، فنحن ننصحك بعدة أمور:

1- سل نفسك هل أنت قادر على الزواج ماديًا أم لا؟ إن كنت غير قادر في المنظور القريب؛ فإننا ننصحك أن تؤجل التفكير في الزواج حتى تتخرج وتعمل، ولا تقلق كما ذكرنا لك فلن تضيع إن كانت مقدرة لك، ولن تحصل عليها إن كانت في علم الله لغيرك.

2- قد أحسنت في عدم التواصل معها، ونوصيك بالاستمرار على ذلك، فأنت تعلم أن مثل هذا التواصل محرم، وأي تبرير له لا يجوز، ولا يصح، ولا يرضى صاحب دين ومروءة أن يحدث أحد أخته مهما كانت النوايا، وما لا ترضاه لنفسك يا أخي لا ترضاه لغيرك.

3- العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، تلك قاعدة اجتماعية هائلة وصحيحة، فاليوم أنت أخي غير مستطيع للزواج، والفتاة التى تراها اليوم لا تحل لك، وهنا يأتي دور الشيطان المتربص ليريك إياها على غير ما هي عليه حتى يشغلك عن تدينك، وعن دراستك، وعن مستقبلك، ولطالما راسلنا إخوة كرام كانوا متدينين ومتميزين قبل أن يخوضوا مثل هذه التجربة، فتعثرت دراستهم، وقل تدينهم، ثم تقدم لمن أحبها من أنهى دراسته والتحق بوظيفته، فقدمها أهلها عليه، فما ربح دنيا ولا حظي بمن أراد، ولا أتم تعليمًا ولا حافظ على تدين، ودموع العين وأنين اليوم لن يغير من الحقائق، ولن يعيد الأمس الراحل، والعاقل من اتعظ بغيره، لا من اتعظ به غيره.

4- أما إن كنت قادرًا على الزواج، وقد رأيت فيها صلاحًا ودينًا، فإننا ننصحك أن تحدث أحد محارمك كأختك، أو غيرها في التحدث معها أولاً، والاطمئنان إلى تدينها وأسرتها، وبعد ذلك التقدم إليها.

هذه نصيحتنا لك، ونسأل الله أن يرزقك العفاف والتقى، إنه جواد كريم، والله الموفق.

www.islamweb.net