الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأشكرك -يا أخي- على ثقتك في شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا، ولا شك أن مشاركاتك هذه فيها إثراء كبير لإسلام ويب.
أخي: الظاهرة التي تحدثت عنها هي نوع من الحفزات الفكرية الوسواسية التي تظهر فجأة، وهذه تُعالج بنفس المبادئ العامة لعلاج الوساوس،، وهي:
- أن تحقر الوساوس.
- أن تتجاهلها.
-أن تصرف انتباهك تمامًا من خلال الإتيان بفكرة مخالفة.
- أن تلجأ لمنهج التحقير، فمثلاً: تربط هذه الفكرة بحدث كارثي، كاحتراق طائرة أمامك مثلًا، وتربط ما بين الاثنين، وإذا كان المجال مناسبًا فعليك أن تقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب، وتربط وقوع الألم بهذه الحفزات الوسواسية.
إن شاء الله -يا أخي- إذا طبقت هذه التمارين سينتهي هذا النوع من الوساوس، والوساوس الفكرية -أيًّا كان نوعها- الشفاء منها واقتلاعها ليس بالأمر الصعب أبدًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: فعلًا نحتاج نرفع جرعة (زولفت، Zoloft) ولا تغيّره، فهو دواء رائع جدًّا، واجعل الجرعة 50 مليجرامًا من الآن، وبعد أسبوعين اجعلها 200 مليجراماً، وهي الجرعة القصوى، ثم بعد ذلك -أي نقول بعد انقضاء شهر مثلًا، وأنت على جرعة 200 مليجراماً- خفف الجرعة إلى 150 مليجراماً، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها 100 مليجرام لمدة ستة أشهر مثلًا، ثم اجعلها 50 مليجرامًا لمدة ستة أشهر، وستكون هذه هي الجرعة العلاجية، وتراقب نفسك خلالها.
أريدك أيضًا أن تتناول (أنافرانيل Anafranil) كما نصحك الطبيب، لكن بجرعة 25 مليجرامًا فقط، وليس 100 مليجرام، لا تحتاجه بجرعة الـ 100 مليجرام.
أريدك أن تتناول دواء ثالثاً وهو (اريبيبرازول Aripiprazole)، بجرعة 5 مليجرام، سيكون الدواء مفيداً جدًّا، لأنه يُحفّز من فعالية (الزولفت) بصورة واضحة، وهو أيضًا مضاد للوساوس حين يُعطى بجرعات صغيرة، ولا داعي للـ (سيروكسات seroxat) أبدًا.
هذا هو الموقف بالنسبة لعلاجك الدوائي، ولا بد أن تطبق تمارين التجاهل والتحقير، وصرف الانتباه بصورة فاعلة جدًّا، ويضاف إليها التنفير، التنفير أسلوب علاجي ممتاز، واحرص -أخي الكريم- على ممارسة الرياضة، واحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء (
2136015)، فتمارين الاسترخاء تُفتِّت القلق الداخلي، أي القلق المقنع، والذي نعتبره الطاقة الأساسية التي تُغذِّي الوساوس.
أشكرك مرة أخرى -أخي الكريم- على استشارتك، وكنا نود أن نساعد أكثر -يا أخي- من خلال العيادات الإلكترونية أو غيرها، لكن تعرف الظروف والمشاغل كثيرة، و-الحمد لله- الآن يوجد أطباء نفسيون كُثُر -الحمد لله- في جميع أنحاء العالم العربي، وأنا في الحقيقة لا أستطيع أن أرشح لك طبيبًا في العراق، لأني لستُ ملمًّا بالإخوة الزملاء الذين لديهم عيادات، لكن أعرف أن الوساوس القهرية علاجها يسير جدًّا، وأي طبيب نفسي مؤهل يستطيع أن يُقدِّم لك المساعدة المطلوبة، ومن جانبي فأنا على أتم الاستعداد بأن أساهم بكل ما يساعدك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.