والدي اقترض مالاً من زوجي لغير ضرورة مما أحرجني، فما توجيهكم؟
2024-11-23 22:55:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ أقل من سنة، مشكلتي هي أن والدي بعد شهر واحد من زواجي استدان من زوجي مبلغاً جيداً، من أجل أحد إخواني، وبعد ثمانية شهور استدان مرة أخرى من أجل أخي الآخر لكنه أكد عليه ألا يخبر أحداً لكنني علمت.
المشكلة أنني أشعر بالحرج الشديد من زوجي، خصوصاً أنني لا أرى حاجة حقيقية للمال، لأن إخواني يريدون أن يعيشوا بمستوى غير قادرين عليه، وهم بشكل عام مسرفون، حتى إن زوجي لا يرضى بشراء ما يقومون هم بشرائه بدعوى أن هذا بطر وتضييع للمال، وأنا أوافقه الرأي.
أعلم أن هذه المسألة تخص والدي وزوجي، لكنها تؤرقني وتزعجني، خصوصاً أن والدي لم يسدد دينه السابق ونحن بحاجة للمال أيضاً، فكيف أتصرف؟
علماً بأني سأضع طفلي قريباً، وأنا منزعجة من والدي جداً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفق والدك، وأن يبارك لكم جميعًا في الأرزاق، وأن يلهمكم السداد الرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحن نقدر مشاعر الإحراج التي تنتابك، ولكن أرجو أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، وإذا كانت قناعة زوجك أن الأموال تصرف في غير موضعها، فمن الحكمة أن يحاول أن يعتذر إذا تكرر الطلب، والاعتذار يكون مثلًا بحجة استقبال مولود، وغيره من المسؤوليات، خاصة بعد أن ساعد مرة ومرة، فإن ذلك مما يعينهم على حسن ترتيب حياتهم.
إذا كان المال يذهب في غير مواضعه، فأرجو ألا تساعدوهم على التمادي في الإسراف، ولكن من المهم أن يكون الامتناع بحكمة، وإذا كانت عندكم أموال أيضًا تضعونها في أشياء تفيد في المستقبل، فإن وجود المال وعدم إعطائه قد يصعب، ولكن كون المال تحول إلى سيارات أو أراض أو أشياء أنتم بحاجة إليها، فهذا فيه مصلحة لكل أطراف.
أكرر الشكر لزوجك على مواقفه التي وقفها، وأعتقد أن هذا أيضًا من واجبه، لكن لا بد أن يُشكر على هذه الأشياء، وأشعريه أيضا بأنك غير راضية بهذا الذي يحدث، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، ولا نريد أن تحدث مصادمة بين الوالد وبينكم، إن تكررت الطلبات، ولكن إذا لم يكن هناك مجال لإعطائهم، وليس هناك مصلحة، فأرجو أن تحسنوا الاعتذار.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ربنا ويرضاه، وسعدنا لأنك وزوجك على وفاق، وعلى خطة مالية، والتعامل مع المال بحسن تدبير، هذا يبشر بخير كثير.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.