أفكر في طلاق زوجتي بعد اكتشاف رغبتها في الزواج بأخي!

2024-10-01 01:17:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

تزوجت منذ ثماني سنين، ورزقت بطفل هو الآن بعمر ست سنين، وفي هذه السنوات أنا أعترف بإهمالي للحياة الزوجية على حساب دراستي، مما سبب بنفور زوجتي مني، بعد إصابتها باكتئاب حاد أدى إلى طلبها للطلاق.

وعدتها بالإصلاح، والاهتمام بحياتي الزوجية، لكنها اعتبرت أن الأوان قد فات، وأصرت على الطلاق، على الرغم من محاولاتي الجادة للإصلاح، بعد فترة اكتشفت أنها على علاقة عاطفية بأخي من أبي، وأن هذه العلاقة قد تطورت للوعد بالزواج في حال طلاقها مني.

الزوجة اعترفت بهذا الشيء، ووعدت بعدم الرجوع إليه، ولكنها كانت تتواصل سراً معه، ثم حدث الطلاق لأول مرة، وبعدها وعدت بالتوبة ثم أرجعتها بناء على ذلك.

لكن بسبب إصرارها على النفور مني، وعلى الطلاق واعترافها باحتمالية الزواج من أخي، وقع الطلاق مرة أخرى، وافترقنا مكانياً، مما دفعني للتفكير بأمر الطلاق، خاصة وأننا نعيش في بلد أوروبي، وبسبب خوفي على طفلي، وإحساسي بالذنب لإهمالي لزوجتي دفعاني لإرجاعها بدون رضاها لفظياً.

هذه المرة اعترفت الزوجة بالتواصل مع الأخ، وبالسعي لتثبيت معاملة الطلاق والخلع دون موافقتي وموافقة أهلها، وعقد قرانها عليه، والسعي على جلبه للعيش معها في أوروبا.

تواصلت مع أخي ونصحته بقطع التواصل معها، وبأن هذا الفعل حرام شرعاً، ووعدني بعدم التواصل معها مجدداً، ولكن اكتشفت أنهما يكذبان علي، وخططهما لم تتغير، ومع ذلك لم أتخذ قرار الطلاق للمرة الثالثة، كونه غير رجعي هذه المرة، وأنا أتريث حالياً.

علماً بأن أهل الزوجة على علم بكل شيء، ولا يريدون زواجها من أخي، فهل أتحمل مسؤولية أفعال زوجتي؟ ماذا يمكنني أن أفعل كزوج غير الدعاء لها بالهداية؟ هل عدم طلاقي لها في هذه الحال يكون إثماً أقع فيه؟ هل يجب علي طلاقها لكي تكون علاقتهما بالحلال؟ وهل عدم طلاقي لها فتنة لها؟

جزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولًا: نسأل الله تعالى أن يهدي زوجتك، ويديم الألفة والمحبة بينكم، ويحفظ عليك أسرتك.

قد أحسنت -أيها الحبيب- حين رددت زوجتك إلى عصمتك، محافظة على الأسرة، ومراعاة لمستقبل ولدك، ونسأل الله تعالى أن يتمم لك أمورك بخير.

إن كنت قد أخطأت في حق زوجتك، وقصرت في بعض حقوقها فيما مضى، فإن انتباهك الآن، وندمك على الماضي، وعزمك على إصلاح ما كان من خلل فيما يستقبل من العمر، هذا في حد ذاته ينبغي أن يكون سبباً لرجوع زوجتك عن هذا السلوك الذي تسلكه، فأكثر من دعاء الله تعالى بالهداية، وحاول أن تستعين بمن يوصل النصح إلى قلبها بطريقة مؤثرة.

استعن بأهلها، وبمن تقبل منهم النصح والتوجيه، وذكرها بأهمية بقاء الأسرة لمصلحة الولد، وعدها بالتغيير في المستقبل، وأنها سترى ما يفرحها، ونحو ذلك من الأسباب التي ربما تدفعها للتراجع عن هذا السلوك، وهي الآن في عصمتك، ما دمت قد أرجعتها في العدة من الطلاق الرجعي، سواء رضيت بذلك أو لم ترض، فالزوج يتمكن من إرجاع الزوجة في الطلاق الرجعي، ولو بغير رضاها، فهي في عصمتك، ولا يجوز لها أن تتزوج غيرك في هذه الحال.

لو أرادت فعلاً أن تتزوج، فلا بد من مفارقتك أولًا بطريق شرعي صحيح، وينبغي أن توصل لها هذا الحكم الشرعي، وتعلمها بأنها لو فعلت خلاف ذلك فهي واقعة في الحرام، وأعلم أهلها بذلك أيضاً، حتى يمنعوها من التمادي والاستمرار فيما هي مستمرة عليه.

أما امتناعك من الطلاق لها، فليس فيه إثم، لأنك تملك هذه العصمة، ولا يوجد في الأمر ما يدعوك إلى فراقها، إذا اتقيت الله تعالى فيها، وأديت لها الحقوق، وأحسنت عشرتها، فإمساكك لها امتثال لقول الله -سبحانه وتعالى-: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، ولا يلزمك أن تطلقها.

لكن إذا انسدت الطرق وحاولت الإصلاح، واستعنت بالأقارب من الطرفين للإصلاح بينكما، ورأيتم أن الطلاق خير، فنصيحتنا لك أن تطلقها حينها بعد أن تستكمل وسائل الإصلاح، ولعل الله تعالى أن يهديها ولا تحتاج للوصول إلى هذه المرحلة، فأكثر من دعاء الله لها بالهداية، وحاول الاستعانة بمن يقنعها ويؤثر عليها، وفوض أمورك إلى الله سبحانه وتعالى يقدر لك، ولها الخير.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

www.islamweb.net